النجاح الإخباري - قال علماء بريطانيون إن أكثر من نصف السجناء عانوا من إصابات في الدماغ، الأمر الذي يؤجج جرائم العنف لديهم ووجد علماء من جامعات "إكستر" و"مانشستر" و"أكسفورد" و"غلاسكو" و"شيفيلد"، ومركز الصحة العقلية الذي يتخذ من لندن مقرا له، وجدوا أن "الإصابات الدماغية الرضية" ترتبط بزيادة العنف والمشاكل عند التواجد في السجن، نظرا لأن هذه الإصابات قد تؤثر على وظائف الدماغ للتنظيم الذاتي والسلوك الاجتماعي، وتزيد خطر الاضطرابات السلوكية والنفسية.
وتنتج صدمة "إصابات الدماغ الرضية" عن ضربات خطيرة على الرأس مما يسبب تغييرات دائمة في الدماغ. وتوصل العلماء إلى أن حوالي 60% من المحتجزين في السجون قد تعرضوا لضربات قاسية في الرأس نتيجة للسقوط أو التعرض لهجوم أو حادث سير.
ويدعو العلماء إلى إخضاع السجناء للفحص بهدف معرفة ما إذا تعرضوا سابقا لإصابات على مستوى الرأس، مما قد يساعد على الحد من خطر عودتهم إلى الإجرام وأكدت نتائج الدراسة أن السجناء الذين يعانون من "الإصابات الدماغية الرضية"، هم الأكثر استعدادا للتصرف بشكل سيء في السجن، والعودة إلى الإجرام.
ويشير واضعوا الدراسة إلى أن ما بين 10 إلى 20% من السجناء لديهم إصابات تتراوح بين متوسطة وخطيرة من "إصابات الدماغ الرضية"، في حين أن ما بين 30 إلى 40% يعانون من إصابات بسيطة.
وقال البروفسور "هوو ويليامز" من جامعة إكستر، الذي قاد الدراسة: "إن معالجة إصابات الدماغ توفر وسيلة لتحسين حياة أولئك الذين يمارسون العنف، بالإضافة إلى مساهمتها في الحد من الجريمة"، مضيفا أن هناك مجموعة من التدابير التي يمكن اعتمادها، ومن ذلك أشكال التأهيل العصبي، وتحسين الصلات بين أقسام الطوارئ، وخدمات الصحة العقلية، فضلا عن الأنظمة المدرسية التي قد تساعد على التعرف على إصابات الدماغ والصدمات النفسية لدى الأطفال والشباب، في وقت مبكر، مما يسمح بخفض خطر الجريمة بعد التعرض لإصابات في الرأس.
ويأمل العلماء، أن تشجع نتائجهم التي توصلوا إليها، السلطات على الاخذ في الاعتبار "الإصابات الدماغية الرضية" في نظم العدالة الجنائية.