النجاح الإخباري - أشارت دراسة جديدة إلى أن الجلوس لفترات طويلة يزيد من تراكم الدهون حول أعضاء الجسم، ويرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب وبمرض السكري من النوع الثاني.
ووجدت الدراسة أن الذين يقضون قدرا كبيرا من الوقت جالسين، لديهم مستويات أعلى من "الدهون الحشوية" Visceral fat في منطقة البطن والحوض، وهي دهون غير مرئية توجد حول أعضاء الجسم، بالإضافة إلى الدهون الحشوية الملتفة حول الكبد والبنكرياس والكلى.
ومن المعروف أن حمل كمية عالية من الدهون يرتبط مع مقاومة الإنسولين، العامل الهام للإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهي حالة يمكن الوقاية منها.
فالعديد منا يجلس وقتا طويلا على مكتبه للعمل، حيث وجدت الأبحاث أن لذلك تأثيرا أكثر ضررا على أولئك الذين لا يمارسون الرياضة في وقت فراغهم.
وقالت الدراسة إن النتائج التي توصلت إليها مثيرة للقلق بالنظر إلى أن معظمنا الآن يقضي وقتا أطول في الجلوس للعمل أكثر من المتقاعدين.
وتشير البحوث الجديدة إلى أنه في حين قد لا نكون قادرين على الهروب من قيود الجلوس على مكاتبنا للعمل لساعات طويلة، فإن الاجتماع الأسبوعي يمكن أن يحدث فرقا في الحد من خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة، الدكتور جو هنسون من جامعة ليستر: "نعلم أن قضاء فترات طويلة في الجلوس أمر غير صحي، وهو عامل خطر للإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب".
ويقول الخبراء إن الذين يعانون من زيادة الوزن يمكن أن تتراكم لديهم بعض الدهون الخطرة حول الكبد والبنكرياس والكلى.
وترتبط الدهون الحشوية في البطن أيضا بزيادة خطر الإصابة بالسرطان والسكتة الدماغية وأمراض القلب، وفقا لنتائج دراسات مختلفة.
واستخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص 124 مشاركا كان من المحتمل أن يصابوا بمرض السكري من النوع الثاني، وقد استخدموا جهاز كهروميكانيكا يسمى مقياس التسارع لرصد معدل الدهون حول كبد المشاركين وكذلك الدهون الداخلية "الدهون الحشوية" والدهون في منطقة البطن والكلى، وقياس مقدار الوقت الذي يقضيه هؤلاء في الجلوس على مدار أسبوع.
ووجد الباحثون أن المزيد من قضاء الوقت في الجلوس خلال النهار يرتبط بتراكم الدهون الحشوية في منطقة البطن لديهم، فضلا عن وجود المزيد من الدهون حول الكبد، وذكروا أن هذا الرابط كان واضحا بالنسبة لأولئك المشاركين الذين لم يقوموا بـ 150 دقيقة من النشاط البدني معتدل الشدة أسبوعيا، ونشرت الدراسة في مجلة "Obesity" العلمية.