النجاح الإخباري - أعلن أطباء فلسطينيون يعملون في مجال الإخصاب اليوم السبت، عن كشف ثوري علمي جديد يؤكد أن الرجال الذين يعانون من صعوبة في الأخصاب الطبيعي ويعتمدون على التلقيح الاصطناعي لإنجاب الأطفال، لا ينقلون الصفات الجينية المتعلقة بصعوبة الإخصاب إلى أبنائهم.
وقال مدير مركز رزان لعلاج العقم وأطفال الانابيب في المستشفى الاستشاري في رام الله د. سالم أبو خيران في مؤتمر صحفي عقد في المستشفى الاستشاري بضاحية الريحان برام الله اليوم السبت، "إنه للمرة الأولى في العالم يتمكن أطفال أنابيب من منطقة الخليل من الزواج والإنجاب بشكل طبيعي رغم أن والدهم كان يعاني من صعوبات في الانجاب".
وأضاف أبو خيزران، أن الشابان التوأم محمد ويحيى طالب الشراونة (19 عاما) من دورا بالخليل، واللذين كان يعاني والدهما من صعوبة في الانجاب نتيجة لوجود خلل جيني، نجحا مؤخرا في إنجاب طفلين بشكل طبيعي جدا، وهما أول شابين في العالم جرى انجابهما عن طريقة الاخصاب الصناعي، نجحا في إنجاب أطفال بشكل طبعي، وهذا يؤكد أن الأمراض الجينية المتعلقة بصعوبات الحمل والانجاب لا تنتقل جينيا للأطفال".
وبين أبو خيزران أن العالم هو قرية صغيرة، وما جرى إثباته في فلسطين سينقل قريبا للعالم وسيجري تسجيله كبراءة اختراع لفلسطين في مؤتمر خاص بالخصوبة وأطفال الأنابيب على مستوى الشرق الأوسط سيعقد في أيلول المقبل في دبي، وفق وكالة الانباء الرسمية.
وبين أبو خيزران، أن التكلفة للإنجاب وأطفال الأنابيب في فلسطين هي الأرخص في العالم، مقارنة بمختلف الدول العاملة في هذا المجال، فتكلفة أطفال الانابيب تعتبر من أقل البلدان على مستوى العالم، فهو يجري العمل بتكنولوجيا وهذا يحتاج لوقت وجهد كبيرين ويكلف مراكز الأخصاب كثيرا من الأموال، ولكن الرسالة تهدف إلى مساعدة أبناء شعبنا بالدرجة الأولى وليس بالربح المادي.
وقال أبو خيزران، إن عمليات أطفال الأنابيب وجدت في العام عام 1979، وتوجت بوالدة أول طفلة في بريطانيا، حيث كانت تحل المشكلة للنساء اللواتي يعانين من مشاكل في حين تمكن الأطباء في العام 1996 من حل مشكلة لأول رجل كان يعاني من صعوبة في الانجاب ناتجة عنه شخصيا، وفي ذات العام دخل العلاج إلى الرجال في فلسطين، واليوم ونظرا للزواج المبكر في فلسطين سجل ولادة أول طفلين لأطفال الأنابيب في العالم.
وبين أن فلسطين كانت من أوائل الدول التي استخدمت هذه التقنية لكل المشاكل لدى الرجال، "فالحاج طالب شراونة توجه لمركز رزان وكان النتيجة ولادة محمد ويحيى، وقام بتزويجهما والحمد لله تكلل زواجهما بان محمد أنجب في 30 تموز الماضي.
وقال أبو خيزران "نطمئن الشباب من أطفال الأنابيب، بأنهم سينجبون بشكل طبيعي بإذن الله، وفلسطين سجلت والدة أول طفلين لأطفال الأنابيب على مستوى العالم، ودحضت كل التقارير التي تحدثت عن عدم قدرة أطفال الانابيب على الانجاب طبيعيا".
يذكر أن تقريرا طبيا صدر في العام 2016 حول موضوع قدرة أطفال الانابيب على الانجاب بعد الزواج، أشار إلى أنه قد يواجه الأطفال المنجبين بالأنابيب مشاكل بالإنجاب بع الزواج جراء انتقال الجينات الوراثية من آبائهم إليهم، ما تسبب بجدل واسع حول الموضوع، هذا الجدل الذي حسم اليوم بإعلان أن أول طفلي أنابيب في العالم وهما يحيى ومحمد يتزوجان وينجحان في الانجاب بشكل طبيعي.
في ذات السياق، قال البروفيسور معين كنعان، المتخصص بالوراثة الجزئية في المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله، إنه يعمل في مختبر وراثي حديث جدا في فلسطين بهدف توفير التشخيص الوراثي لأي مرض وراثي غير معروف سببه، من التشخيص لتجنب حدوث حالات مشابهة.
وأضاف: "نقوم بفحص الأجنة واختيار الأجنة التي لا تعاني من مشاكل وراثية وزراعتها في المرأة التي لا تعاني من أمراض وراثية".
وأوضح البروفيسور كنعان "يجري القيام بهذه العمليات لاكتشاف الأمراض الوراثية للأسرة فيما يتعلق بالحمل والانجاب، عبر القيام بمسح جيني لكل المادة الوراثية في الزوج والزوجة واكتشاف المشاكل وتجنبها وقد أدخلت هذه التنقية لفلسطين مؤخرا بتكلفة معقولة جدا".
وبين أن المختبر يقوم بحوالي 111 فحصا وراثيا مسجلا ويقدم حاليا خدمات لوزارة الصحة، ولديه إمكانية لفحص المادة الوراثية خلال أيام فقط وإظهار الخلل الوراثي الذي يقود للعقم أو أي مرض معين، ونقوم باختيار الأجنة المنجبة بشكل أفضل.
من جانبه، قال نقيب الأطباء نظام نجيب، إن فلسطين تعد من الدول الرائدة في المجال الطبي وتحديدا في مجال الإخصاب وأطفال الأنابيب وعلاج العقم، واليوم سجل نجاح جديد لفلسطين بالإثبات أن أطفال الانابيب قادرين على الانجاب بشكل طبيعي.
إلى ذلك، قال الشاب محمد الشراونة، إنه لم يفكر أبدا في أنه سيعاني من عقم وعدم قدرة على الانجاب قبل الزواج وأنه كان يعلم أنه إنسان أنجب بالتلقيح الصناعي، وقد تزوج بشكل طبيعي وأنجب بشكل طبيعي، رغم ان المجتمع كان ينظر للعائلة أنها لا قد لا تستطيع الانجاب بشكل طبيعي.
من جانبه، قال الحاج طالب الشراونة، إنه سار في رحلة طويلة من العلاج استمرت لـ 27 عاما حتى تمكن من الانجاب، فقد تزوج الزوجة الأولى في العام 1972 ولم يحصل إنجاب على مدار 15 عاما، ثم تزوج الثانية ولم يكن يعلم أن المشكلة ناتجة منه شخصيا رغم أنه كان يتوجه للعلاج باستمرار في الداخل والخارج، ثم تزوج الثالثة ولم تحمل بشكل طبيعي".
وأضاف "خسرت كل ما أملك من أجل الحصول الأطفال ولم أيأس وقد اعتمدت على الله، وتوجهت في تسعينيات القرن الماضي إلى مركز رزان الطبي في فلسطين بعد أن فشلت في الانجاب بمساعدة أطباء إسرائيليين ومصريين وأردنيين، الا انني تمكنت من الانجاب بفضل الله بمساعدة أطباء فلسطينيين في العام 1996 ولي اليوم أربعة أبناء وهم: شهد وفاطمة ومحمد ويحيى، وأنا أعتقد أن العلاج في فلسطين هو أفضل من أي دولة في المنطقة في مجال الإنجاب".