النجاح الإخباري -  

حيث قام الباحثون بالتعرّف على بعض سلالات الميكروبات الضارة التي تفضل النمو عند حدوث التغيرات في الأمعاء بعد تناول المضادات وخاصة ما يعرف بالـ(ستريبتوميسين). ومما لا شك فيه أن استخدام المضادات كعلاج قد ساهم في الحفاظ على أرواح الكثير، الا ان استخدامها المفرط الذي أدّى لحدوث ما يعرف بـ (المقاومة) بالاضافة الى الأضرار الجانبية المتعددة، كل ذلك يدعونا إلى النظر مرة أخرى متى نتناولها كعلاج.

تمكّن المضادات الحيوية الميكروبات الضارة في الأمعاء من التنفس: حيث تبدأ سلسلة الأحداث حينما يقلّل مضاد الستريبتوميسين البكتيريا النافعة في الأمعاء مثل “الكلوستريدا” التي تقوم بهضم الألياف الموجودة في النباتات وتحولها إلى حمض عضوي وهو البوتيرا.

وتعتبر البوتيرات مهمة للخلايا المبطنة للأمعاء لأنها تعتبر مصدر طاقة يستخدم لامتصاص الماء وفي حال عدم وجود البوتيرات فإن الخلايا المبطنة للأمعاء ستحصل على الطاقة عن طريق تحويل السكر إلى “اللاكتيك” ويسبّب أيضا زيادة الأكسجين مما يوفر بيئة مناسبة لنموّ السالمونيلا.

ويقول الباحثون: "استنتجنا أن السالمونيلا والمضادات تزيد نمو الميكروبات الضارة بنفس الآلية؛ تقليل الكلوستريدا المنتجة للبوتيرات مما يزيد الأكسجين والذي بدوره ينمّي السالمونيلا المعتمدة على الأكسجين في النمو".

وتنمو الكلوستريدا والميكروبات النافعة في الأمعاء بلا أكسجين بينما تحتاجه السالمونيلا ؛ لذلك عندما يزداد الأكسجين فإننا نقوم بتوفير البيئة المناسبة لهم.

في هذا السياق يقول البروفيسور بوملر: "الخلاصة هي أن المضادات تمكّن الميكروبات الضارة في الأمعاء من التنفس”. لاحظ الباحثون أيضًا أن بعض الأبحاث السابقة وجدت علاقة بين قلّة مستوى البوتيرات وأمراض التهاب القولون، أيضًا يشيرون إلى أهمية وجود أبحاث مستقبلية تؤكد ماهيّة الرابط بين نقصان البوتيرات ونمو السالمونيلا وما هو تسلسل الأحداث أم أن هناك أسبابًا وآليات أخرى".

ومن الجدير بالذكر أن المضادات تستخدم لمعالجة الامراض المعدية منذ سبعين سنة، بالاضافة الى ان أكثر من مليوني شخص في الولايات المتحدة سنويًا يصابون ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، بينما 23 ألف آخرون يتوفون بسبب هذه العدوى مباشرة.