وكالات - النجاح الإخباري - استنكر ناشطون مسيحيون اعتداء المستوطنين الأخير بحق كنيسة ودير مار إلياس بمدينة حيفا محذرين من خطورة ازدياد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الكنائس والممتلكات المسيحية مؤخرا.
وقبل أيام اقتحم مستوطنون متطرفون كنيسة ودير مار إلياس بمدينة حيفا وأدوا طقوسا يهودية داخلها، في انتهاك إسرائيلي جديد بحق المقدسات المسيحية في فلسطين.
وقال حليم حداد 68 عامًا وهو ناشط من مدينة حيفا لموقع الجرمق المتخصص بأخبار فلسطينيي الداخل: "هؤلاء الجماعة (المستوطنون) لديهم وقاحة بمستوى عالٍ، ويحاولون استغلال شعار الطائفة اللاتينية المكوّن من صليب و3 نجم سداسية حوله لخلق نقاش وإضفاء شرعية على تواجدهم في الدير".
وأوضح أن "شعار الطائفة اللاتينية موجود على مدخل الكنيسة، وهؤلاء المستوطنين يحاولون استغلال هذه النقطة (وجود نجمة داود السداسية) لشرعنة وجودهم في المكان، ولكن جميع تصرفاتهم تنبع من رغبة بالاستفزاز والزعرنة".
وأضاف حداد "المستوطنون استولوا على مغارة الخضر القريبة من دير مار إلياس التي تبعد 5 أمتار هوائيًا عن الدير، وهي مقام إسلامي وكنا كعائلة مسيحية نذهب إليها للاستجمام كونها قريبة من البحر، وكانت مزارًا للعديد من العائلات، حتى أن اليهود كانوا يزورون المكان، ثم استولوا عليه كاملًا".
من جهته قال ودير أبو نصار مستشار رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة للجرمق: "ما حدث في كنيسة مار إلياس بتأدية صلوات وطقوس غريبة على مدخل الكنيسة استفزاز".
وأضاف "وصلتنا معلومات حول أحد الحاخامات الذي أعطى أنصاره معلومات حول أن الكنيسة تضم قبرًا لأحد الأولياء اليهود، ونحن بدورنا أوضحنا لكل الجهات بأن هذا الأمر غير صحيح".
وأردف أبو نصار "الاستفزاز وقع عندما كان الدير خاليًا من السكان المحليين الفلسطينيين ولولا أنه كان خاليًا لتوترت الأجواء ووقع أحداث لا تحمد عقباها".
وتابع "حاولنا التواصل مع الشرطة وأخبرونا أن الأمر مبهم من الناحية القانونية لأن هؤلاء المتدينين اليهود أدوا الطقوس على مدخل الكنيسة وليس داخلها، ونحن بدورنا تواصلنا مع جهات سياسية وإعلامية وسنقوم بزيارات تضامنية للدير".
ومضى أبو نصار قائلا: "قبل نحو أسبوع عندما كنت خارجًا من إحدى الكنائس في القدس، قام مستوطنون بشتمي وشتم المسيح والمسيحية، وقمت بتوثيق ذلك وأرسلته للشرطة التي لم تهتم للأمر".
وأفاد بأنه "قبل فترة ليست بطويلة، تم اقتحام دير راهبات المحبة بمنطقة ماميلا في القدس، واتصلت الراهبات بالشرطة التي حتى لم تصل للمكان، ولذلك الاعتداءات متكررة".
وأكد أبو نصار أن "هناك ظاهرة خطيرة ومتزايدة للاعتداءات وهذا ما يقلقنا، فهي ليست تصرفات فردية وإنما ظاهرة واسعة".
وكثفت سلطات الاحتلال والمستوطنون من اعتداءاتها على الكنائس والممتلكات المسيحية بالسنوات الأخيرة في سياسة تهدف "إسرائيل" من خلالها إلى تهجير المسيحيين وتقليص أعدادهم في فلسطين وسرقة أملاكهم، بهدف طمس الهوية المسيحية، بحسب مراقبين.
وفي مارس/ آذار الماضي قدم نائبان في الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون من شأنه حظر جميع جهود نشر الديانة المسيحية في الأرض التي وُلد فيها النبي عيسى عليه السلام، لكن لم يصادق عليه حتى اليوم.