شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - قال الدكتور إحسان الديك بروفيسور الأدب والموروث الشعبي في جامعة النجاح الوطنية إن التراث هو امتداد أجدادنا وتاريخنا وثقافتنا، وأنه يشكل دليلًا قويًا على أحقية الشعب الفلسطيني في هذه الأرض، التي يثبت التراث انتماءها له عبر الآثار والأساطير والقصص والحكايات واللباس والأدوات وحتى المفردات.

وتحدث عن تجربته في تدريس التراث خلال 27 عامًا، وأهمية التراث والموروث الشعبي في حفظ الهوية والذاكرة الفلسطينية، التي ينازعنا عليها المحتل، مؤكّدًا أن الإسرائيليين يحاولون سرقة تراثنا ونسبته إليهم في إطار الصراع على هذه الأرض، مستشهدًا بعدة أمثلة على ذلك، مثل ادعاءهم أن المقرونة بالجبنة هي طبق إسرائيلي أصيل، أو أن المفروكة هي حساء يهودي، أو أن المزمار هو آلة موسيقية عبرية، وكذلك الثوب المطرز والفلافل وغيرها الكثير.

ودعا إلى الاهتمام بمجالات التراث بقوله: "حفظ التراث واجب وطني"، كما دعا أنَّ تكون مادة الأدب الشعبي مساقًا عامًا وإجباريًّا لطلبة الجامعة في مختلف التخصصات، كي يظل التراث حيًّا في ذهنهم وقلوبهم، وكي يتمكنوا من نقله إلى الأجيال القادمة، مشيرًا إلى أنَّ جامعة النجاح تولي اهتمامًا كبيرًا بالتراث وتشجع على دراسته وترويجه.

ويقتني الدكتور إحسان الديك، في مكتبه داخل أسوار جامعة النجاح متحفًا تراثيًّا مصغرًا، يضم العديد من الأدوات والمقتنيات التي تعبر عن حياة أجدادنا وثقافتنا.

ففي مكتبه، يمكن رؤية الغربال والمنخل والموازين على أشكالها، كما يمكن رؤية سلال القش مصابيح الإنارة، وطاسة الرعبة التي لها استخدام خاص يتعلق بمعتقد شعبي عن الفلسطينيين، وكذلك تجد صواني يدوية الصنع من القش المصبوغ حيث كانت جداتنا تبتكر أدواتها بنفسها.

ولا يقتصر دور هذه الأدوات على الزينة فقط، بل يستخدمها الدكتور إحسان في تعزيز تدريس المادة للطلبة بأدوات محسوسة ومرئية، تجعلهم يشعرون بقربهم من التراث، وتحفزهم على التعلم والابتكار. فهو يشرح لهم كيفية صنع هذه الأدوات، وكيفية استخدامها، وما هي قصصها وأسرارها. 

وبهذه الطريقة، يجعل الدكتور إحسان من مكتبه مساحة للإبداع والتفاعل، حيث يتلاقى الماضي مع الحاضر، ويتجدد التراث بروح شبابية،وختم حديثه بالقول: "التراث هو حصن الهوية والذاكرة الفلسطينية، ولا بد من المحافظة عليه والدفاع عنه بكل الوسائل الممكنة".