النجاح الإخباري - اعتاد الناس عبر القرون وحتى هذا اليوم المسارعة في ختم القرآن الكريم في شهر رمضان، وقد فصّل الفقهاء آراءهم حول هذه المسألة، وهي كما يأتي: المالكية: يرى الإمام مالك أن ختم القرآن في قيام رمضان غير وارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لذا فهو ليس سنّة، ويرى ربيعة أنّ صلاة الإمام جائزة بسورة واحدة طوال رمضان، ولم يرَ مالك أنّ ختم القرآن في القيام سنّة، إلّ أنّه لم يقل بأنّها بدعة.
الحنفية: ذهبوا إلى أنّ السنّة في القراءة في تراويح رمضان أن يُختَم القرآن فيها مرة واحدة.
الشافعية: يرَون أنّ ختم القرآن في قيام رمضان أفضل من ختمه بقراءة سورة الإخلاص ثلاث مرّات في الركعة الواحدة.
الحنابلة: يرى الإمام أحمد أنّ للمُصلّي أن يختم القرآن في تراويح رمضان، وأن يدعوَ بعد ختمه في الصلاة قبل الركوع.
فضل ختم القرآن في رمضان تلاوة القرآن الكريم لها مرتبة عظيمة وجليلة في سلّم الطاعات، وحِرص المسلم على تلاوته في مواسم الخير، واغتنام الأزمنة والأمكنة الفاضلة يُعَدّ من الأعمال المُستحَبّة، وبذلك يتّبع خطوات السلف في تعظيم القرآن وحرصهم على تلاوته في رمضان وفي غيره، وقد ورد في وصف المؤمن الذي اعتاد على ختم القرآن والبدء به من جديد بعد كلّ ختمة بأنّه كالحالّ المُرتحل الذي يبدأ بأوّله مع انتهاء آخره،والحَريّ بالمؤمن أن يغتنم ختمه للقرآن الكريم، ويدعو الله -سبحانه-؛ إذ تُرجى استجابة الدعاء بعد الفراغ من ختم القرآن.
ويدرك المؤمن أنّه نال شفاعتَين بختمه للقرآن في شهر رمضان؛ شفاعة القرآن بالصلاة فيه، وشفاعة الصيام، وهما كاجتماع جهادَين؛ جهاده بالقيام وتلاوة القرآن وصبره على ذلك، وجهاده بالصيام؛ وذلك لحديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ)؛ فالصيام يمنع العبد من اقتراف المعاصي كما يمنعه من الأكل والشرب وغيرها من الشهوات، أمّا القرآن فيمنع العبد من النوم ليلاً؛ لاجتهاده في قراءته، والقيام به.