رام الله - النجاح الإخباري - أقيم في مدينة البيرة، مساء اليوم الثلاثاء، تأبين للكاتب والمفكر والصحفي الفلسطيني فيصل حوراني، بمناسبة مرور 40 يوماً على رحيله.
حضر التأبين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، والباحث والناشط السياسي تيسير محيسن، والأمين العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد سوداني، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي عايدة توما سليمان، والشاعر غسان زقطان، والأمين العام السابق للحزب الشيوعي الأردني منير حمارنة، ولمى ابنة الكاتب الصحفي الراحل فيصل حوراني، وثلة من النشطاء والمثقفين وممثلي الفعاليات السياسية.
وقال زكي في كلمته التأبينية: إنه في ظل قامة عالية فقدناها في أصعب الظروف والمحطات، وبعد 40 يوماً على الرحيل الأبدي للصديق فيصل حوراني، يطل علينا من عليائه وكأن لسان حاله يقول "أبقيت لكم أجمل وأقوى ما لدي من أسلحة: الإيمان بالوطن والقناعة بالتضحية من أجله، وثقافة التعايش بين الأفكار والجهد المشترك، وهو ما ميز تجربتي في خدمة هذا الوطن".
وأضاف أن مما يجب في تكريم من يستحق التكريم التحليق في فضائه الفكري الرحب، وتجربته الفريدة في البحث عن أدق الأمور في فلسطين وما يتعلق بها بالخارج وتدوينها بطريقة رائعة تصل بالقارئ إلى ما أراد فيسعد، مما يعتبر الضمان الحقيقي للتمترس وراء الرواية الفلسطينية، فهو كان المفكر السياسي والكاتب الروائي والباحث في مجال الفلسفة وعلم النفس والاجتماع.
ومن جانبه قال محيسن، إنه لشرف عظيم له أن يشارك في تأبين راحل بحجم فيصل حوراني من غزة، التي أحبها حوراني فسكنت فؤاده واستطاب له يوماً مقامها، مضيفاً أنه ليس سهلاً تأبين قامة كفيصل حوراني، فمهما قلنا من كلمات وسكبنا من دمع ومشاعر لن نوفي عطاءه مدحاً وشكراً.
وبدوره قال السوداني، إنه في التأمل للسيرة والمسيرة للراحل فيصل حوراني نجد الذي أطلق بصيرته سراجاً وهاجاً في العتمة الجاثمة في الوجدان الجماعي، وهو واحد من ناسجي مقولة "فلسطين العالية"، ليؤكد في كل حرف المسؤولية التي تقع على عاتق المثقف الفلسطيني.
وقالت سليمان: إن فيصل حوراني صاحب القلم والنكتة واللسان الطليق والعذب في آن واحد، عاد من المنفى ليستقر في أرض الوطن كما حلم دوماً، إلا أن عودته لم تكن كما تمنى ومحبيه، فرحل في ذلك اليوم قبل 40 يوماً، فيصل الذي استحضر لنا الماضي بكل تفاصيله الموجعة وقرأ وحلل الواقع العالمي بلسان فلسطيني.
ومن جهته قال زقطان، إنه نعِم بصداقة حوراني وكان متسامحاً دقيقاً في وقته ومواعيده، وإنه من الحظ أن تمتلك صديقاً لا يبخل عليك بثقافته وتجربته وخبرته وذاكرته الغنية، وأنه يتذكر قصيدة له كان يحبها حوراني ويتحفظ على قصرها ويتساءل عن تتمّتها.
وقال حمارنة، إنه في رحيل صديقه الأعز فيصل حوراني رغم معرفته بتدهور حالته الصحية، كان إعلان خبر رحيله عن هذه الدنيا صادماً موجعاً وكأنها لم تكن متوقعة، وأن خسارته برحيله أكثر من فادحة وعصية على الوصف والتسليم بغيابه الأبدي ليس يسيراً، وأنه ارتبط بفيصل بعلاقة استثنائية لرفضه للظلم وانحيازه لفقراء وبسطاء الناس من خلال إحساسه الداء بأوجاعهم ومعاناتهم.
وبدورها قالت حوراني "أن نكون بنات فيصل حوراني مدعاة للفخر ومحفز دائم على المضيّ قدماً في رحلة حياتنا"، مشيرة إلى أنه رغم كل ما عاشوه في المنفى من بلد إلى آخر ورحيل إلى آخر، إلا أنه كان الفارس الذي لم يعرفوا طعم الهزيمة إلا برحيله.
يشار الى أن فيصل حوراني كاتب وناقد سياسي فلسطيني، ولد في المسمية عام 1939 القريبة من غزة، نزح مع أسرته إلى سوريا عام 1948 وتلقى علومه فيها.
شارك حوراني في تأسيس رابطة الطلاب الفلسطينيين ثم أصبح رئيسا لها عام 1964، وعمل في منظمة التحرير الفلسطينية ورئس قسم الدراسات الفلسطينية في مركز الأبحاث التابع لها، كما عمل أيضا في حقل الصحافة.
للحوراني مؤلفات عدة عن المنفى وتاريخ عمله السياسي والنضالي، أبرزها: المحاصرون رواية/ دمشق 1973، بير الشوم رواية/ بيروت 1979، الفكر السياسي الفلسطيني دراسة 1980، سمك اللجة رواية/ دمشق 1984، الفكر السياسي الفلسطيني من 64 - 74 بيروت 1980، جذور الرفض الفلسطيني 1918 - 1948، العمل العربي المشترك وإسرائيل _ الرفض والقبول 4467" قبرص 1989. وسيرته "دروب المنفى في خمسة أجزاء".