رام الله - النجاح الإخباري - افتتح المتحف الفلسطيني، اليوم الأربعاء، معرضه ""بلدٌ وحدُّهُ البحرُ: محطّات من تاريخ السّاحل الفلسطيني"، للقيّمة الضيفة إيناس ياسين ومساعد القيّم أحمد الأقرع، والذي يستمر حتى 31 تشرين الأول 202، وذلك في بلدة بيرزيت قرب رام الله.
ويشكّل معرض، "بلدٌ وحَدُّهُ البحرُ"، الذي ارتكز على استشارة تاريخيّة من الأكاديميين والمؤرِّخَين عادل منّاع ومحمود يزبك، تجربة معرفيّة وجماليّة نوعيّة جديدة في سرد الرواية التاريخيّة الفلسطينيّة.
ويقدّم محطّات من تجارب وإنجازات شعب السَّاحل عبر قرون عدّة، رغم محاولات محو فلسطينيّته، إذ يُركز على تاريخ السَّاحل الفلسطيني في الفترة بين 1748-1948، ويتتبّع الإمكانيّات المُستقبليّة عبر إخضاع تجارب الماضي للتأمُّل والمراجعة. ينطلق المعرض من منتصف القرن الثامن عشر ويتوقّف عند العام 1948، مُتيحًا بذلك قراءة مُتجدّدة لحدث النّكبة عبر محطّات تاريخيّة امتدّت على طول مئتَي عامٍ من الزّمن.
ويتناول المعرض روايات مُختارة؛ تركّز الأولى على صعود عكّا، وتُضيء على نماذج من التاريخ السّياسي والاقتصادي والعمراني قبل تكوُّن مفاهيم الدولة الحديثة، لينتقل إلى رواية ثانية تتناول صعود يافا في القرن التاسع عشر، والتّركّز التدريجي في الاقتصاد ورأس المال في مدن السَّاحل، وما رافقهُ من تنامٍ للنّفوذ الأوروبي منذ منتصف القرن التاسع عشر، والذي قاد في القرن العشرين إلى النّكبة وسقوط "البلد".
وتتنوّع موادّ المعرض بين الصور الأرشيفيّة النادرة، والقطع التاريخيّة من الحياة اليوميّة، والأعمال الفنيّة التركيبيّة، والفيديو آرت، واللّوحات الفنيّة، والخرائط التفاعليّة، والمقابلات والروايات الشفويّة، والوثائق التاريخيّة، لتُكوّن معًا أداة فحص لمفهوم الكيان السّياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تحقّق في وجود "البلد"، قبل وجود الدّولة الحديثة وقبل وجود الاستعمار، مُقدّمة تاريخ وحاضر أهل فلسطين على أرضهم كمُجتمع مُعقّد له استمراريّة تاريخيّة وعلاقة وثيقة وحميمة مع الأرض والبحر.
وقالت مدير عام المتحف الفلسطيني عادلة العايدي– هنية: "يواصل المتحف، من خلال هذا المعرض، تحقيق رسالته في إنتاج ونشر تجارب معرفيّة تحرريّة عن فلسطين، شعبًا وثقافة وتاريخًا، ومع المطبوعات والفعاليّات العامّة والتربويّة والفكريّة التي سنقدّمها على مدار المعرض، نواصل إنتاج المعرفة في توليفة تجمع بين معرفة تاريخيّة محكّمة، ومادّة وثائقيّة غنيّة، وتدخّلات فنيّة وتصميميّة متعدّدة الوسائط، مع خلق مساحات لملامسة تجارب الماضي حسيًّا ومعرفيًّا".
من جهتها، قالت ياسين: "استطعنا من خلال المعرض التركيز على روايات أهل البلد، والذي كان مُتحقّقًا بفعل تجاربهم الحيويّة المختلفة، وتوظيف التاريخ عبر تسلسل زمني يمتدّ على مدار مئتَي عام، من خلال في موادّ متنوّعة، تخلق للزائر تجربة حسيّة وبصريّة ومعرفيّة وتأمُّليّة مختلفة، وتضع النَّكبة في سياقها التاريخي الأوسع".