رام الله - النجاح الإخباري - تواصلت، فعاليات ملتقى فلسطين الرابع للرواية العربية عبر الإنترنت بندوتين أدبيتين، الأولى تتحدث عن "أثر وسائل التواصل الاجتماعي في إثراء الوعي بين المتلقي والكاتب"، والثانية عن "رواية الفتيان وقصص الأطفال بين دور المؤسسة والإبداع الفردي".
وأدارت الندوة الأولى الكاتبة دنيا الأمل اسماعيل وشارك فيها الروائيون: عبد الوهاب الحمادي من الكويت، أحمد أبو سليم من الأردن، محسن الرملي من العراق، وصونيا خضر من فلسطين.
وأشار الكاتب أبو سليم في مداخلته إلى أن وسائل التواصل الاجتماعية قد جمعت البشر تحت سقف واحد، وقامت بتصنيفهم إلى مجموعات حسب الرغبات والهويات والهوايات، وجعلت التنسيق بين هؤلاء البشر سهلًا للغاية، ما جعلنا أمام كينونة بلا مركزية، وهي سمة العصر عمومًا، وهي سمة لها إيجابياتها وسلبياتها، لذا يجب الربط بين الوعي والسلوك عند حديثنا عن التأثر والتأثير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بين الكاتب والقارئ، على أن يتطور هذا الوعي المبني على أساس المعرفة إلى سلوك وثقاقة عميقة قادرة على التغيير.
ورأى الروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي، أن وسائل التواصل الاجتماعي بدلت الدنيا، وجعلت العالم فعليا غرفة صغيرة، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قوضت سلطة أهل الصفحات الثقافية، فبات الكاتب أكثر حرية في الوصول والتواصل مع الناس، إذ أصبح على مسافة ضغطة زر واحدة، فجلعت الكتاب، والمترجمين، وناشرين، متاحين أمام القراء وعرضةً لآرائهم مدحًا وذمًا، فالكاتب يرى بأنه على الكتّاب الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأننا بحاجة إلى المزيد من التأمل وعدم استهلاك التهم الجاهزة بحق هذا العالم الجديد.
ولفتت الكاتبة الفلسطينية صونيا خضر، إلى أن لوسائل التواصل الاجتماعي أثرا مباشرا على المحتوى الأدبي، وأصبح الكاتب على تماس مباشر مع المتلقي، فالمنصات الالكترونية أصبحت منبرا مفتوحا جعلت المتلقي شريكا فاعلا في تقييم العمل، ما أدى إلى إفراز جيل جديد من النقاد غير المحترفين وهذا لسهولة الحصول على العمل والعلاقة المباشرة بين الكاتب والمتلقي، ما منح المتلقي الفرصة للتعبير عن رأيه وزيادة وعيه وإدراكه لعوالم الكتابة، أما الكاتب تجاوزت وظيفته مجرد الكتابة إلى تسويق العمل والدفاع عنه وإرضاء القارئ.
بدروه، شدد الروائي العراقي محسن الرملي، على أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت منقذا وحلا لإشكالية رئيسية هي ضعف أو فقدان التواصل مع محيطه الثقافي الأول، وعملت على سرعة معرفة الكاتب للانطباعات حول كتاباته، ومعرفته بطبيعة تنوع المتلقين، وصار الكاتب أقرب إلى قرائه وبات بإمكانه الإجابة عن أسئلة قرائه مباشرة، ورأى أن الكاتب أمسى مضطرا لتخصيص جزءٍ كبيرٍ من وقته لمتابعة هذه الوسائل ومعرفة أحوالها، لعلمه بضرورتها لتأشيرة حضوره بشكل ما وسط عالم ضاج بكل شيئ.
أما الندوة الثانية التي جاءت تحت عنوان " رواية الفتيان وقصص الأطفال..
بين دور المؤسسة والإبداع الفردي" والتي أدارتها الإعلامية راية حمدان، شارك فيها كل من الكاتبة ابتسام أبو ميالة، والكاتبة الأردنية وسام سعد، ومدير مكتب مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في غزة أحمد عاشور.
وقالت الروائية الفلسطينية ابتسام أبو ميالة: إن الرواية الفلسطينية على وجه التحديد لها خصوصية بأنه على الكاتب أن يأخذ الاحتلال بعين الاعتبار عند كتابة روايته لأن هذا يعد توثيقاً مهماً لمرحلة كتابة الرواية، وعلى الكاتب العمل للوصول إلى قلب القارئ وعقله وبالتالي إيصال الرسالة المنشودة من الرواية، ومن المهم أن نراعي كلماتنا وطريقة كتابتنا للأطفال خاصة، بحيث نحبب الطفل بالقراءة وربما نوقد فيه حبه للكتابة دون توجيه النصح المباشر أو المعلومة المباشرة.
من جهتها، رأت الكاتبة الأردنية وسام سعد أنه من حق الطفل إتاحة المعلومات والمبادئ الإرشادية التربوية والمهنية له، وضمان نماء قدرات الأطفال الصغار العاطفية والإدراكية والاجتماعية بطريقة صحية، من أجل تنشئة أطفال أصحاء في جميع أنحاء العالم، بناء على ذلك فإن كاتب الأطفال يكون مميزًا حين يكون ملمًا جيدًا في اهتمامات الطفل، ولابد لكاتب أدب الأطفال أن يعيش معهم في بيئاتهم ويخالطهم للتعرف على مشاكلهم في المدرسة والحي والمنزل ويعالجها في كتاباته، لأن لكل منا بعدا طفوليا ولابد من كاتب الأطفال أن يبحث في داخله عن هذا الطفل ويوظفه في كتاباته، والبعد مهم في استحضار الأحداث وتخيّلها حسب رؤية طفولية.
وتحدث مدير مكتب مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في غزة أحمد عاشور، عن نهج المؤسسة في النشر الذي يرتكز على بناء الهوية، الهوية الذاتية والجمعية "الوطنية"، في سياقٍ يستمر فيه الاحتلال، وكل تبعاته من ظروفٍ سياسية، واجتماعية واقتصادية، وترتكز المؤسسة على استمرار الحلم بمشروع وطني تحرري، وقدمت مجموعة كبيرة من الأعمال التي تتحدى الاحتلال والمعيقات والمحددات التي يفرضها، وتستند في برنامجها على الحق بالامتداد المرتبط بالماضي، والتفاعل مع الحاضر، وتحرير المستقبل والحق بامتلاكه.