رام الله - النجاح الإخباري - قال الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، إن الناقد والمترجم والمربي الثري فكرا يوسف سامي اليوسف، يعتبر قنظرة النقاد العرب.
وأضاف الاتحاد في بيان صدر عنه، اليوم الأحد، في الذكرى الثامنة لرحيل الناقد اليوسف، "إنه لم يترك المسار غير اشتغال الذات الثابتة في طينة المهجر القسري على قناعة العودة يومًا إلى رحم العيش الحلال، فتسلح بإيمانٍ عريض لحمل الأمانة على مستطاعه الفسيح فجعل المنفى سفر رسول ثاويًا غير خامد، يعلم الشتات معنى اليقين أنه طارئ غير خالد، فتعلم واجتهد وواصل مشواره إلى أن غدت المعرفة عنده جبالاً وقممًا راسخات، تسكنها نسور التحدي إلى أن يزول العابر الاحتلالي، ويصير المخيم نسيًا منسيا".
وتابع أن أعماله ستبقى سيقان صلبة في الدرب العائد إليها حتمًا، فمن جعل من الشعر الجاهلي مرآة لواقع يعبر الحياة فروسية، يستحق أن يكون فارسًا في يمامة الذكرى، ومثله لم يتخل لوهلةٍ عن تطيب خاطر اللغة.
وأشار إلى أن اليوسف لم يكن ناقدًا فحسب، ولا مربيًا عابرًا، ولا مثقفًا مكنوز المعرفة، ولا مترجمًا عن الانجليزية وإليها، بل كان فدائيًا همامًا ولئن ترك سلاحه العسكري في الكتيبة 68 التي شهدت عليه في شام الياسمين والصمود، لم يترك قلمه بعد أن سلّه من حسامه، حتى آخر نفسٍ صعد من صدره، ليكون الرشيد به والمقتدى للذين يثبتون على عزةٍ أمام أنياب الزمن، وقاهرة المنفى.
وأوضح الاتحاد أن اليوسف لم يغادرنا لا طوعًا ولا قسرًا، بل فتحنا له مدراس الذكرى لأجيال تتعلم كيف للمرء أن يصير وطنًا خارج الوطن، ففلسطين التي خرجت معه من "لوبيا" مودعةً أودية الجليل، كان لها علامة منيرة في بعلبك لبنان، ومنارة ساطعة في مخيم اليرموك الدمشقي، وسفينة للبحر المتوسط قبالة نهر البارد شمال لبنان، وشاهد عرش مؤقت ينتظر سدرة منتهاه لترتاح الروح في سكناها المقبل.
ولد اليوسف في لوبيا شمال فلسطين عام 1938، وتهجرت أسرته بعد نكبة 1948 وحطت رحالها في مخيم "ويفل" قرب مدينة بعلبك اللبنانية، وانتقل إلى مخيم اليرموك في سوريا عام 1956 والتحق بالكتيبة الفدائية الفلسطينية، وعاد إلى شمال لبنان (نهر البارد) لتكون آخر محطة في حياته العامرة.
عمل بعد تخرجه من الجامعة مدرسًا للغة الانكليزية في مدارس وكالة الغوث "الأونروا" في الجولان قبل احتلاله، ومن ثم في اليرموك إلى أن شهدت له أجيالٌ كثيرة بالموسوعية والتفاني في أداء الرسالة السامية، مارس الكتّابة أدبًا وإبداعًا ونقدًا وترجمة، فكان صاحب أسلوب فريد، وفصاحة متقنة.
أطلق عليه لقب (سيد وكبير النقاد العرب)، كان عضو اتحاد الكتّاب العرب في سوريا، وعضو الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، وعضو جمعية النقد العربي.
صدر له أكثر من ثلاثين مؤلفًا في النقد والسرد والبحث منها: مقالات في الشعر الجاهلي- دراسة- دمشق 1975، والغزل العذري- دراسة - دمشق 1978، وبحوث في المعلقات- دراسة- دمشق 1978، والشعر العربي المعاصر- دراسة- دمشق 1980، والشعر العظيم- دراسة- دمشق 1981، ورعشة المأساة- دراسة- عمان 1985، والشخصية والقيمة والأسلوب- دمشق، وحطين- دراسة- دمشق، 1987، وتاريخ فلسطين- دراسة- دمشق، 1989، ومقدّمة للنّفري- دراسة في فكر وتصوف محمد بن عبد الجبار النفري دمشق، 1997، وابن الفارض - دراسة، دمشق، 1994، وفلسطين في التاريخ القديم- عمان، 1989، والقيمة والمعيار- دمشق، 2000، والخيال والحرية- دمشق، 2001، والديانة الفرعونية- ترجمة، ومختارات من شعراء إليوت – ترجمة.