رام الله - النجاح الإخباري - أعلنت مؤسسة "فيلم لاب فلسطين"، مساء اليوم الأربعاء، أنها اختتمت الدورة السادسة من مهرجانها السينمائي الدولي "أيام فلسطين السينمائية"، الذي عقد في قصر رام الله الثقافي، بعرض لفيلم "مفك" للمخرج الفلسطيني بسّام جرباوي الذي حاز على جائزة "لويجي دو لورانتس" في مهرجان فينيسيا الدولي.
وكانت قد بدأت أمسية اختتام المهرجان الذي شارك فيها المخرج ومنتجة الفيلم ياسمين قدومي والممثل الرئيسي زياد بكري، بحفل توزيع جوائز "طائر الشمس" الفلسطيني عن أفضل الافلام المشاركة في المسابقة عن فئات الفيلم الوثائقي الطويل والفيلم القصير وفئة الانتاج.
وبناء على قرارات لجان التحكيم المختصة لكل فئة، فاز بالحوائز الفيلم الوثائقي" أرواح صغيرة للمخرجة دينا ناصر والفيلم القصير "إجرين مارادونا" للمخرج فراس خوري، والمشروع المنوي انتاجه فيلم "فلسطين 87" للمخرج بلال الخطيب. فيما حصل الفيلم الوثائقي "ناطرين فرج الله" على تنويه خاص من لجنة التحكيم.
وحصل الفائز عن الانتاج على معدات التصوير والصوت من مؤسسة فيلم لاب، والتوزيع من شركة ماد سوليوشن للتوزيع، إضافة الى مبلغ 10000 دولار، فيما سيحصل كل من الفائز عن فئة الفيلم القصير على 3000 دولار، وعن فئة الفيلم الوثائقي 4000 دولار.
يشار إل أن أكثر من 40 فيلما تقدم للمسابقة هذا العام، تم اختيار 18 منهم للمشاركة بالمسابقة، شملت 9 أفلام عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل، و9 أفلام عن فئة الفيلم القصير. فيما تقدم 11 مشروعا لمسابقة الانتاج. كما تم تشكيل 3 لجان تحكيم مختصّة مكونة من سينمائيين ومختصين محليين ودوليين وعرب، لاختيار الافلام الفائزة بالمسابقة.
وأكد وزير الثقافة عاطف أبو سيف أهمية الفعل التراكمي والتكاملي في المشهد الثقافي، وما توصل إليه "أيام فلسطين السينمائية" اليوم كحدث سينمائي فلسطيني بامتياز. كنتاج طبيعي لخطى ثابتة وشراكة حقيقية فيما بين الوزارة ومؤسسة فيلم لاب فلسطين، وجميع الشركاء العضويين للمهرجان والمؤسسة.
وأضاف أن ما حققه فيلم لاب فلسطين خلال السنوات الماضية دليل على رؤية واضحة مستلهمة من فهم حقيقي لاحتياجات المشهد الثقافي، وبالطبيعة من شغف ووعي بأهمية السينما في تعزيز الرواية الفلسطينية ودورها الحيوي في البنية الثقافية الفلسطينية.
وكان المهرجان افتتح الأسبوع الماضي مع الفيلم مرشح فلسطين لجائزة الاوسكار العالمية "إن شئت كما في السماء" بحضور مخرج الفيلم الفلسطيني العالمي إيليا سليمان، حيث كان هذا العرض بمثابة العرض الأول له في العالم العربي وفلسطين بعد أن رشحته وزارة الثقافة لتمثيل دولة فلسطين رسميا عن فئة الفيلم الأجنبي لجوائز "الأوسكار" في دورتها الثانية والتسعين للعام 2020.
كما حضر أمسية الافتتاح رئيس الوزراء محمـــد اشــــتية، وأبو سيف، ورئيس بلدية رام الله موسى حديد، إضافة إلى عدد من السياسيين وممثلي البعثات الدولية في فلسطين.
وشهد المهرجان وعلى مدار الاسبوع التفافا جماهيريا كبيرا، حيث نجح في دورته الحالية في استقطاب وعرض أكثر من 60 فيلـما دوليا وعربيا ومحليا في ستة مدن فلسطينية شملت العاصمة القدس، ورام الله، ونابلس، وبيت لحم، وغزة، ومدينة الناصرة. هذه الافلام جاءت من دول عدة عربية وأجنبية تشمل المغرب، وتونس، وإيران، وكوسوفو، والبانيا، وأفغانستان، والدنمارك، وليبيا، وأميركا، وفرنسا، ومصر، ولبنان إضافة إلى فلسطين.
وتميّز المهرجان هذا العام بجزئيات وبرامج جديدة من أبرزها إضافة البرنامج الموازي للبرنامج العام تحت شعار "لا يعني لا – No Means No" والذي سلط الضوء على صورة المرأة في السينما والعنف الممارس ضدها في المجتمع، إذ تم تناول هذا الموضوع والخوض به من خلال عرض أفلام تناولت هذا الموضوع بشكل خاص، إلى جانب تنظيم ندوات ومحاضرات مختصة عن صورة المرأة في السينما العربية ومدى مسؤولية صانعات الأفلام بتسليط الضوء على حقوق المرأة ورفع الوعي ومكافحة التحرش الجنسي والصورة النمطية عن المرأة والعنف المبني على النوع الاجتماعي باعتباره انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
وتميّزت الدورة الحالية بالبرنامج الغني والخاص بفئة الاطفال واليافعين واليافعات بعنوان "الجيل القادم Next Generation" والذي سلط الضوء على أفلام للأطفال والعائلة، من خلال مجموعة من الافلام القصيرة والأفلام المتحركة للأطفال، شملت أفلاما قام بإنتاجها الأطفال أنفسهم على مدار العام وبتدريب وإرشاد مؤسسة فيلم لاب. إضافة الى عرض فيلم "المغامر طوبي" الذي قامت مؤسسة فيلم لاب بشراء حقوقه وبدبلجته إلى اللغة العربية في خطوة هي الاولى من نوعها في فلسطين.
وعلى صعيد التعاون السينمائي وبالشراكة مع فريق بحث نصوص الأفلام السينمائية Le GREC، بالتعاون مع القنصلية الفرنسية العامة في القدس، أعلنت فيلم لاب عن الفائزة في برنامج الإقامة الفنية وورشة العمل في فرنسا التي تهدف إلى التعمّق في كتابة السيناريو الأفلام القصيرة وهي صانعة الأفلام الفلسطينية عايدة قعدان.
وفي السياق، قال المدير الفني لمهرجان "أيام فلسطين السينمائية" المخرج حنا عطالله: "نحن سعداء للغاية بالالتفاف الجماهيري الذي حظي به المهرجان هذا العام، إذ شهدنا إقبالا كبيرا في الست مدن، منقطع النظير".
وأضاف "بالرغم من الظروف السياسية والتمويلية المعقدة إلا أن "فيلم لاب فلسطين" حريصة على إقامة هذه الفعالية السنوية التي بدورها تضيف الكثير الى الحيز الثقافي المحلي عامة، والى المشهد السينمائي الفلسطيني خاصة، من خلال الافلام المشاركة والضيوف المشاركين وكونه يساهم في تطوير آفاق سينمائية لدى الجمهور المتلقي".