رام الله - النجاح الإخباري - صدرت عن دار طباق للنشر والتوزيع في رام الله، الطبعة الفلسطينية لديوان الشاعر ابراهيم نصرالله، الذي يحمل اسم الحب شرير، بالتنسيق مع الدار العربية للعلوم في بيروت.
وجاء الديوان في 175 صفحة من القطع المتوسط، قدّم له الشاعر محمد علي شمس الدين بقوله: ما حظيت امرأة بمثل ما حظيت به ذئبة إبراهيم نصر الله من المديح: يهفو إليها القمر والنبع ويصمت العندليب ويشرب عواءها، وتغدو الرؤية ذئبة، ويستخدم الشاعر في ديوانه مجاز الذئب في مدى جديد ومفاجئ.
أما الشاعر ابراهيم نصر الله، وفي مقدمته للطبعة الفلسطينية يعبر عن مدى طموحه لكتابة القصيدة الملحمية، وإن فلسطين هي الملهمة للشاعر والروائي في أعماله الروائية والشعرية.
ويضيف "كان حُلمي، ومنذ زمن طويل، كتابة أوﭘـرا شعريّة يمكن أن تُقدَّم على المسرح، موسيقى، غناءً، وتمثيلًا، ولكن ذلك لم يتحقّق، أيضًا، إلّا بعد زيارة لفلسطين عام 2016 لتقديم رواية أرواح كليمنجارو، وتوقيعها، حيث تفتَّحت بذرة هذا الديوان ("الحبّ شرّير") في تلك الأيّام، وكُتبَتْ بعضُ قصائده في فلسطين، هنا، على الرغم من أنّ كتابة قصائد أثناء السفر، أو حتّى قصيدة، من الأمور النادرة جدًّا في تجربتي الشعريّة. وفي ما بعد، ويومًا بعد يوم، وعلى مدار عام، ظلّت الفكرة تنمو وتتّسع وتُعاش، وتتوالد، قصائدَ تُكمِلُ الواحدةُ منها الأخرى. كان ذلك العام أجمل الأعوام الشعريّة التي عشتها في حياتي؛ إذ لم يسبق لي أن كنت ممتلئًا بالشعر لفترة طويلة مثل تلك الفترة التي شهدتْ ميلادَه.
وإذا كانت فلسطين في العملين الأوّل والثاني هي أمُّ ذلك الحسِّ الملحميّ الوطنيّ الإنسانيّ، فهي هنا أمُّ هذا الديوان، الذي تحقق فيه حلم كتابة الأوﭘـرا، وتحقّق فيه شيء لم تشهده تجربتي، وهو كتابة ديوان حبٍّ كامل، من الغلاف إلى الغلاف، كما يقال، وهذا نوع من الدواوين (أعني دواوين الحبّ) لم يزل نادرًا في تجارب الشعراء الفلسطينيّين بخاصّة، والعرب بعامّة، إذا استثنينا نزار قبّاني.
تستعيدك فلسطين، شعريًّا، وأنت تكتب أعمالًا إنسانيّة، ملحميّة، وتستعيدك حين تُرشدكَ إلى قلبك، وتمضي به إلى أصفى وأجمل المشاعر الإنسانيّة التي تمتلئ بها كلمة "حُبّ".
ثمّة حياة امتلأتُ بها، ولولاها لما حظيتْ بها هذه القصائدُ؛ فالشكر للحياة، لكلّ ما منحتْه لي من حياة في الحياة، بحيث أصبح الاختيار بين الحياة الحقيقيّة والحُلم الحقيقيّ أمرًا مستحيلًا، فكلاهما واحد... إذ من حسن الحظّ أنّ الحياة تحقّقت حُلمًا، والحُلم تحقّق حياة، فكان هذا العمل الشعريّ الذي ملأني بسلامٍ داخليٍّ، وسعادة كبيرة، وبعث فيَّ تلك الأسئلة التي أرَّقت البشريّة وأرّقتني، من جديد، فتحمَّلتِ الذئابُ عنّي، في هذا العمل الشعريّ، رحلة القلق والبحث عن ذلك الجوهريّ، عن تلك الإجابة التي قد تكون شافية، مع إدراكي أنّ كلّ إجابة تدّعي أنّها شافية تمتلئ بنقصانها، ومنذ بداية وجودنا على هذا الكوكب. لقد تكثَّفتْ هذه الأسئلة في حكاية حبٍّ بين ذئب وذئبة، هما بطلا هذا العمل؛ فشكرًا للذئب، وشكرًا للذئبة، مُحرِّضته وملهمته وعثوره على أصفى ما فيه، وأشقى ما فيه، في طريقهما لكينونتهما الواحدة، أو "أَنْتِنا"، كما ورَدَتْ في الديوان."
" لم يكن خطأً ولا صواباً
كان ذئباً
وهذا أجمل ما فيه حبّك"