وكالات - النجاح الإخباري - حتى النصف الثاني من القرن العشرين ظلّ العلماء والباحثون يعتقدون بأنّ الأطفال حديثي الولادة مجرّد كائنات انعكاسية ذات قدرة محدودة على التعبير عن مشاعرها وخبرة غير كافية للتفاعل مع أهلها والمحيطين بها.
كما اعتبروا أنّ الابتسامات التي كانت تظهر على وجوه المواليد الجدد في غضون الأسابيع وحتى الأيام الأولى من حياتهم هي مجرّد غازات أو استجابات تلقائية لتشنجات عضلية أو حركة أمعاء أو نشاط في المثانة، حيث تخلو من أيّ معنى أو تعبير اجتماعي، منوّهين إلى واقع اقتصارها على منطقة الفم، خلافاً للابتسامة الحقيقية التي هي تعبير واضح وصريح عن مشاعر الاهتمام والفرح والسعادة.
ومع تتالي الدراسات والأبحاث، اتّضح للعلماء أنّ الأطفال حديثي الولادة أكثر من كائنات انعكاسية. وعند استخدامهم نظام ترميز متخصص لتحليل حركات وجه الرضع عند الابتسام، وجدوا أن ابتسامة هؤلاء مصحوبة في معظم الأحيان بتغيرات على مستوى الخد ومحيط العينين منذ اليوم الأول للولادة.
ما يعني بأنّ لابتسامة المواليد الجدد خصائص اجتماعية مشابهة للابتسامة الحقيقية، والمواليد الجدد بالتالي أكثر من كائنات انعكاسية؛ هم كائنات اجتماعية واعية قادرة على التفاعل وتقليد تعابير وجوه الأشخاص المحيطين بها (الأهل تحديداً) وابتساماتهم وسلوكياتهم منذ الأيام الأولى.
ولا تزال الاستنتاجات والأدلة العلمية والمتابعات بشأن طبيعة ابتسامة الأطفال حديثي الولادة وماهيتها غير جازمة حتى يومنا. لكن الأكيد أنها أكثر من غازات وتشنّج عضليّ.