النجاح الإخباري - أطلق المتحف الفلسطيني، وضمن فعاليات "قلنديا الدولي"، كتاب "غزْل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني"، والذي يأتي تتويجًا للجهد البحثي الذي رافق المعرض واستمر لمدة أربع سنوات، ليشمل، إضافة إلى المادة البحثية، مساهمات كتابية ومحتوى بصري غني من الصور الفنية والأرشيفية.
الكتاب من إعداد قيّمة المعرض ريتشل ديدمان وتحرير شروق حرب، ويحتوي على مساهمات كتابية من كل من: كريستين خوري، د. تينا شيرول، كريستين شايد، تانيا تماري ناصر، كيارا دي سيساري، ومقدمة بقلم رئيسة مجلس الإدارة زينة جردانه.
يكشف كتاب "غزْل العروق" أسئلةً جديدة حول أحد عناصر تاريخ فلسطين المادي، التطريز، الذي يشيع اعتباره حرفة ورمزًا للوطنية الفلسطينية، ويتناول السياسات الكامنة وراء العمل الذي يجعل من التطريز في يومنا هذا سلعة استهلاكيّة. كما يناقش دور حركات التحرير الوطني الفلسطيني في تكريس التطريز كرمز وطني، وذلك من خلال النظر في تاريخ الفن الفلسطيني وفي المبادرات التي هدفت إلى حفظ التراث الفلسطيني، يتخلل ذلك كشفٌ لقضايا تتعلق بالنوع الاجتماعي، والطبقات الاجتماعية، وعلاقتها مع إنتاج التطريز الكثيف والمتسارع في حاضرنا.
يحوي الكتاب أيضًا صورًا حديثة لأثواب فلسطينية وقطع تاريخية كما هي معروضة في المتحف الفلسطيني، التُقطت خصيصًا لتُعرض في هذا الكتالوج. وفي محاولةٍ لتمثيل الانتشار الواسع والكثيف للتطريز الفلسطيني ماديًا، اخترنا تصوير هذه الأثواب والقطع بطريقة تبين علاقتها مع الأقمشة التي صُنعت منها، منتجين بذلك قراءة جديدة متداخلة وجمالية لهذه القطع.
تقول رئيسة مجلس إدارة المتحف زينة جردانه: "نعتبر هذا الكتاب مرجعًا بحثيًا هامًا، سيغني الحديث عن التطريز. فقد حرصنا خلال العمل على إثارة الكثير من النقاشات الموضوعية والمسؤولة، لنقدم للقارئ مرجعًا محكّمًا وموثوقًا".
من ناحيتها قالت قيّمة المعرض ريتشل ديدمان: "حين عملنا على المعرض والكتاب كنا مدفوعين بقناعة أننا ننقل الحوار حول التراث الفلسطيني المتمثل بالتطريز والقماش نحو أبعادٍ جديدة، تستعيد الحق في امتلاك السرديات المفقودة والضائعة فيما يتعلق بالتاريخ الفوتوغرافي والأنثروبولوجيا، والأهم من ذلك كله كيف تواصل المرأة الفلسطينية العادية ممارسة التطريز وما موقع عملها في هذه الحرفة بالنسبة للحركات النسوية الفلسطينية."
وخلال حفل إطلاق الكتاب، نُظم نقاشٌ حول علاق التطريز بالتضامن، مع ريتشل ديدمان وكيارا دي سيساري، د. عادلة العايدي-هنية، فغالبًا ما يُمجّد الاحتفاء بالتراث الفلسطيني باعتباره فعل تضامن، ليطرح النقاش أسئلة حول أشكال التضامن التي تستهدفها وتنتجها الممارسات المتعلقة بالتراث، وكيف تتقاطع هذه الأشكال والممارسات مع إشكاليات مواضيع النوع الاجتماعي (الجندر) والعمل والطبقة التي يتناولها المعرض.
هذا ويتوفر الكتاب للبيع في دكان هدايا المتحف الفلسطيني، كما يستمر معرض "غزْل العروق" حتى 31 كانون الثاني 2019.
يذكر أن المتحف الفلسطيني هو مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والدولي، يقدم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها، كما يوفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليمية والأبحاث المبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين، وأحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، وهي مؤسسة أهلية غير ربحية، تعمل في مجال التنمية وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في فلسطين ولبنان. وتحتفي هذه السنة بـ 35 عامًا من العطاء المتواصل والعمل الإنساني والتنموي.