النجاح الإخباري - اختُتِمت مساء أمس في قصر رام الله الثّقافي، فعاليات يوم الثقافة الوطنية 2018، بتكريم الصامدين في أرضهم أفرادًا ومجالس قرويّة وبلدية، وأيضًا تكريم "سيدات الأرض"، وذلك بحضور د. خيرية رصاص مستشارة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله ممثلة عنه، وسفير دولة فلسطين في كندا نبيل معروف، وأكثر من عشرين عضوًا في البرلمان الكندي، والوزير وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار، والقاضي موسى شكارنة رئيس سلطة الأراضي والتّسوية، ونخبة من المثقفين والساسة.
وقال وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو في كلمته: " الثقافة تصون صمود شعبنا كل يوم بهذا الإبداع المتجدد الذي يقدمه أبناء وبنات فلسطين، وهذا يجعلنا نؤكد مرة تلو الأخرى على أن الشعار الذي ترفعه فلسطين بأن "الثقافة مقاومة" هو بوصلة حياة نقدم من خلالها هويتنا وتراثنا، وأيضاً انتماءنا إلى فلسطين".
وأضاف بسيسو: " إنّ يوم الثقافة الوطنية الذي يتزامن مع ميلاد الشاعر الكبير الراحل محمود درويش يمتزج مع يوم الأرض في الثلاثين من آذار من كل عام، هكذا أرادت وزارة الثقافة أن تقدم يوم الثقافة الوطنية، وان تقدم مشهد الثقافة في فلسطين، على مدار سبعة عشر يوماً يمتزج فيها نبض الإبداع بالشعر والنقد والأدب والسينما والموسيقى والمسرح مع الأرض، مع هذا الصمود الأسطوري الذي يصنعه شعبنا كل يوم، في القرى والمدن والمخيمات بمختلف المحافظات، وفي القدس العاصمة".
وشدد وزير الثقافة: " إنّنا إذ نقدم فعاليات يوم الثقافة الوطنية لتمتد إلى سبعة عشر يوماً، إنما لتصل رسالتنا إلى كل جهات الأرض بأن على الأرض شعب فلسطيني يقاوم الاحتلال بالثقافة والإبداع، كما يقاومه بهذا الصمود الملهم الذي نستمده من أهلنا في كل منطقة مهددة بالاستيطان والجدار، وفي كل منطقة يتم الاعتداء عليها من قبل المستعمرين وجهود الاحتلال، فالثقافة جزء أصيل من مكونات صمود شعبنا ونضاله الوطني" .
وعليه، والحديث لبسيسو، فإنّ: "الحفاظ على هويتنا الوطنية، والحرص على تجديد الإبداع الفلسطيني بما يقدمه الشباب في مختلف المجالات، واجب على الجميع في وزارة الثقافة والمؤسسات العاملة في الحقل الثقافي والجمعيات والمراكز والجامعات والمثقفين الأفراد والمبدعين في مختلف المجالات، بما يشكل لوحة متكاملة من العمل الوطني ببعده الثقافي، تعكس حرصنا جميعاً على هوية فلسطين واستقلالها، وإقامة دولتنا على أرضنا، وعاصمة القدس".
وأكّد: " على استمرار الشراكة مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان للعام على التوالي لكونها تحقق مشهداً تكاملاً نحتفي من خلاله بتكريم نخبة تلو نخبة من أهلنا الصامدين في مواجهة الاستيطان والجدار، لكون ذلك لب الثقافة، فهؤلاء هم مصدر الإلهام لنا ككتاب وشعراء وموسيقيين وصناع أفلام ومسرحيات، ومنهم نتعلم كل يوم فلسفة الصمود والبقاء، فهذه فطرة الفلسطيني في الدفاع عن حقه، وهي فطرة الفلسطيني في أن يقول لا للمستعمر، ولا للاضطهاد والقمع، مشدداً حرص الوزارة والهيئة على أن يكون الاحتفاء باختتام يوم الثقافة الوطنية هو تكريم لكل هؤلاء الصامدين".
وختم بسيسو كلمته: " إنّ مشوارنا مع الحرية يواجه الكثير من التحديات، ويواجه الكثير من الأزمات، بل وأكثر من ذلك الكثير من المؤامرات، ولكن إيماننا المطلق بحريتنا يجعلنا نواصل المشوار".
من جهته أكّد الوزير وليد عساف، رئيس هيئة الجدار والاستيطان:" على العلاقة التكاملية ما بين الأرض والثقافة، والتي من شأنها تعزيز صمود أبناء شعبنا في مواجهة سياسات الاحتلال، ليزرع أسطورة تمتد عميقاً في هذه الأرض، متحدثاً عن إنجاز الهيئة في السنوات الماضية، وخططها للأعوام المقبلة في مواجهة سياسات الاحتلال العنصرية الرامية لاقتلاع أبناء شعبنا من أرضه، وعن مخططات الاحتلال وآليات مواجهتها، مشيداً بالدور الكبير لمن وصفهن بـ"سيدات الأرض" من نساء فلسطين في مواجهة التمدد الاستعماري للمستوطنات، اللواتي اخترن أن يحمين أرضهن وحمايتها".
وشدد عساف على أنّه "لا يمكن لشعب أن يعيش بلا ثقافة وطنية، ولا تراث وطني، فعبرهما نؤكد عمق التاريخ الفلسطيني منذ شجرة الزيتون الأولى قبل 6500 عام، لتصنع هويتنا الوطنية التي نعبر عنها عبر التمسك بالثقافة والتراث والحضارة في وجه مؤامرة سرقة هذه الثقافة والحضارة والتراث، ولذلك علينا خوض معركة الحفاظ على الأرض".
واشتمل الحفل على فقرة فنية لفرقة سوار المقدسية اشتمل على لوحات من الدبكة الشعبية المصاحبة لأغنيات فلكلورية وتراثية، فيما قدم أعضاء من البرلمان الكندي فقرة غنائية لأحدهم الذي ورث هذا الفلكلور الغنائي عن أجداده من السكان الأصليين لكندا، قبل أن يشاركه كافة أعضاء الوفد الكندي، ويزيد عددهم على العشرين، إضافة إلى وزير الثقافة وسفير فلسطين في كندا.
وكرّم كل من الوزير بسيسو والوزير عساف والسّفير معروف والقاضي شكارنة الصامدين في أرضهم، و"سيّدات الأرض"، ونخبة من ذوي الشهداء والأسرى.