النجاح الإخباري - رواية أمل الفاران "غوّاصو الأحقاف" تتناول حياة الناس في الأحقاف وهي منطقة غامضة جغرافياً، وسياسياً، قبيل تشكل الدولة الحديثة. ما يجعل الرواية في سياق الروايات المذكورة هنا هو تناولها حقبة ما قبل النفط.
تسرد الرواية حياة بشر عالقين بين النخيل والإبل، والصحراء والبحر. هم ليسوا بدواً، بمعنى رعاة الإبل الرحّل، وليسوا حضراً، بمعنى سكناهم في مدن أو قرى. ليسوا أهل بحر، فيكون رزقهم فيه من الصيد والغوص، وليسوا بعيدين عنه، فلا يتأثرون بتقلبات تجارة اللؤلؤ التي كانت شريان حياة بعض أجزاء جزيرة العرب الشرقية في ذلك الزمن.
و تضيء أعراف تلك الحقبة، التي عاشها الجميع، وتقبلوها، نساء ورجالاً. وعبر هذه الحكايات، تفتح الفاران في "غوّاصو الأحقاف" من الأسئلة أكثر مما تجيب. تقدّم سرداً رشيقاً لتفاصيل حياة الناس الدقيقة، أكثر من الخوض في قصص كبرى.