النجاح الإخباري - توفي قبل يومين العالم الفلسطين علي حسن نايفة، بعد قصة نجاح عالمي كتب جل فصولها في جامعات الولايات المتحدة، ومختبراتها، وفي جامعات ومعاهد بعض البلدان العربية بعيدا عن مسقط رأسه في قرية شويكة بمدينة طولكرم في الضفة الغربية.
وتمثل قصة نايفة المتخصص في الهندسة والفيزياء والرياضيات، نموذجا قويا لعلماء عرب كثيرين اضطرتهم ظروف كثيرة لترك بلدانهم فتألقوا عالميا وهم في المهجر، من قبيل المصري مجدي يعقوب الذي هاجر إلى بريطانيا ومن هناك بات أبرز جراح قلب في العالم، والجزائري إلياس زرهوني الذي ترأس لعدة سنوات المعاهد القومية الصحية الأميركية.
وخلف نايفة وراءه تركة غنية من الإنجازات والأبحاث وبراءات الاختراع التي كانت لها نتائج عملية ملموسة، من أبرزها تطويره جهازا صغيرا للكشف الفوري عن أنواع البكتيريا المختلفة في الهواء والسوائل، بما يغني عن الفحوصات المخبرية.
وقد ساهم ذلك الاختراع في الكشف السريع عن بكتيريا إيبولا التي فتكت بآلاف الأشخاص في عدد من بلدان أفريقيا الغربية، حيث قامت شركة أميركية بتصنيع الجهاز لاستخدامه في المجالات الطبية للكشف عن الأوبئة.
"فاز علي نايفة يجائزة "بنجامين فرانكلين" في الهندسة الميكانيكية، وهي تعادل جائزة نوبل في العلوم"
إنجازات وجوائز
كما أسست أبحاث نايفة في مجال الديناميات غير الخطية والاهتزاز والتحكم لكثير من التطبيقات العملية في مجال بناء السفن والرافعات الحديثة وغير ذلك. وللراحل أيضا أبحاث في ميكانيكا الموائع ومعادلاته في الرياضيات الميكانيكية والمقاييس والديناميكا الهوائية وغيرها.
وفي العالم العربي سيبقى اسم الراحل مقترنا بكلية الهندسة التي أنشأها في جامعة اليرموك بالاردن، حيث تطوع للتدريس في جامعاته أستاذا وعالما. كما ترك ابن قرية شويكة بصمته في السعودية من خلال تأسيسه عام 1976 لكلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز في جدة.
وأنشأ أيضا برنامجا في الميكانيكا فيتونس، وشارك في بحوث تعاونية في الهندسة في تركيا والأردن ومصر.
وتكلل النجاح العلمي والمهني لنايفة بالعديد من الجوائز على رأسها جائزة "بنجامين فرانكلين" (2014) في الهندسة الميكانيكية وهي تعادل جائزة نوبل في العلوم، كما حصل على جائزة "ليبانوف" من الجمعية الأميركية للمهندسين في 2005، ووسام الشرف الذهبي من أكاديمية العلوم المتخصصة في 20077.
كما تمثل مسيرة علي نايفة نموذجا باهرا للتحدي والمثابرة، إذ إن الظروف العائلية الصعبة التي رأى فيها النور عام 1933 لم تثبط عزيمته ولم تطفئ جذوة الأمل في قلبه، وهكذا أكمل دراساته ولم يكتف بالبقاء مدرسا في الأردن وفلسطين وهو أول منصب تولاه في مشواره المهني.
ففي العام 1958 حصل على منحة لإكمال دراسته الجامعية في الولايات المتحدة وهناك اضطر في البداية للعمل لدى عائلة أميركية كجليس لرضيع، قبل أن يراكم الخبرات والشهادات ويشغل لاحقا عدة مناصب ومسؤوليات علمية في عدة بلدان ويصبح ذا سجل علمي وأكاديمي مميز في مجال اختصاصه.