مدى شلبك - النجاح الإخباري - مدى شلبك: كغيره من العباقرة حول العالم لم يحظَ نيكولا تيسلا أو "العالم المجنون" كما لُقِّب بالاهتمام الذي يستحق، حيث لم يكن من أولوياته جني أرباح مادية أو تكريمات من خلال اختراعاته، بل كان اهتمامه موجه نحو إنتاج طاقة بديلة مجانية لا تتحكم فيها الحكومات، وبسبب عدم اكتراثه بالمكاسب المادية سُرق الكثير من إنجازاته العلمية.
ولد تيسلا في قرية "سليمجان" الصربية في عام 1856 وفي عمر السادس عشر أنجز أول اختراعاته وهو الملف الكهربائي. التحق تيسلا بالجامعة واختار تخصص الفيزياء والرياضيات لكن سرعان ما انتقل لدراسة الكهرباء في جامعة براغ التشيكية، وعند إنهاء دراسته الجامعية بدأ العمل في شركة الهاتف في مدينة بودابست، وانتقل بعدها للعمل في شركة أديسون كونتيننتال في باريس، وبتوصية من ريتشارد باشلر انطلق للعمل مع توماس أديسون في أميركا كخطوة مهمة في مشوار تحقيق حلمه، لكن سرعان ما نشبت خلافات بين العالمين، حيث أثبت تيسلا تفوق تياره المتناوب على تيار أديسون المستمر حين أضاء المعرض العالمي في شيكاغو.
وخلال مشواره العلمي المكثف والطويل، والذي منع نفسه خلاله من الزواج والنوم، فقد كان ينام بشكل متقطع ونادر، أنجز تيسلا مجموعة اختراعات ما زالت البشرية تستفيد منها إلى اليوم، كالتيار المتردد والأشعة السينية، وله جهود كبيرة باختراع الراديو والمحرك الكهربائي وتوصيل الكهرباء لاسلكيا، حيث استطاع تيسلا إضاءة مصباحاً لاسلكياً عن بعد 40 مترا.
وساهم تيسلا بإنجازات علمية استخدمت لإنجاز اختراعات في العصر الحديث، كالليزر والاتصالات اللاسلكية وعلوم الكمبيوتر والتمدد البالستي والفيزياء النووية والنظرية. توفي تيسلا عام 1834 عن عمر يناهز ال 86 عام، فقيرا معدما، يعاني من الوسواس القهري ومهوس بالرقم (3) ويتحدث مع الطيور.
وتكريما لتيسلا بُني تمثال له بالقرب من شلالات نيجارا، والذي صنع بالقرب منه مولد كهربائي، وتمثال أخر له في كرواتيا، كما طبع وجه تيسلا على عملة صربية من فئة العشرين جنيهاً.