النجاح الإخباري - تجددت قضية الممرض الألمانى القاتل نيلز هوجيل، بعد سنوات طويلة من العرض الأول للقضية ومحاكمة المجرم فى العام 2006، حيث تمت إدانته بقتل مريضين فقط، بينما أعقب ذلك إدانته فى العام 2017 بقتل قرابة 90 مريضًا، ولكن الجديد فى القضية أن هناك تهم موجهة للممرض القاتل تمثلت فى تورطه بقتل عدد أكبر من المرضى يصل إلى نحو 300 إنسان.
عدد ضحايا الممرض الألمانى نيلز هوجيل، المتزايد بصورة خيالية جاء صادمًا بشكل كبير، وفى تقرير مطول لصحيفة "نيويورك تايمز"، سلطت الضوء على قضية هوجيل البالغ من العمر 43 عامًا، الذى وصف بالسفاح الأكثر دموية فى تاريخ ألمانيا، مشيرة إلى أن القضية تثير الكثير من الأسئلة المخيفة التى تتجاوز جرائم القاتل إلى مواقف وسلوك زملائه.
وتساءلت الصحيفة، كيف أغمض زملاء الممرض السفاح، طوال سنوات، أعينهم عن جرائمه؟، وكيف لم يضع أحدهم نهاية لجرائمه القاتلة؟، وتبدو حكاية هوجيل مأساوية ومخيفة فى ذات الوقت، منذ وصوله إلى مستشفى مدينة دلمنهورست قبل سنوات، حيث كان يحمل رسالة توصية تشيد بأدائه وضميره الحى أثناء العمل، لكن تلك الرسالة، التى أصدرها المستشفى السابق الذى كان يعمل به، لم تشر بطبيعة الحال، إلى عدد الوفيات غير الطبيعية التى تزامنت مع فترة عمله.
فى مستشفى دلمنهورست، ولزيادة التضليل، كان "الممرض السفاح" يمنح المرضى جرعات زائدة من الأدوية تسبب السكتات القلبية، ثم يقوم بمحاولات إنقاذ بطولية لهؤلاء المرضى، حتى إن زملاءه منحوه لقب "رامبو الإنعاش"، بل ومنحوه "قلادة" مصنوعة من أنايب الحقن، لكن المثير للصدمة، أنه خلال 3 سنوات فى مستشفى دلمنهورست، سجلت وفاة 411 شخصًا، 321 منها كانت خلال وردية عمل هوجيل، أو عقب نهايتها بقليل.
وبعد تحقيق سريع أصدرت محكمة ألمانية فى عام 2006 حكم بسجن هوجيل مدى الحياة بعد إدانته بقتل مريضين، ومساهمته فى مقتل 4 آخرين، قبل أن يخضع الآن، بعد 13 عامًا من المحاكمة الأولى، إلى محاكمة جديدة على نطاق أوسع بكثير، فبعد تحقيقات جديدة باتت السلطات تعتقد أن الممرض هو السفاح الأكثر دموية فى تاريخ البلاد، وتدور الآن شكوك جدية بشـأن تورطه فى مقتل نحو 300 مريض، وذلك بعدما اعترف السفاح حتى الآن بقتل 42 منهم، وذلك خلال 5 أعوام، ابتداءً من العام 2000.
ولم يستبعد القاتل تورطه فى قتل 52 آخرين، لكنه نفى تحديدًا قتله 5 من الأسماء التى قدمتها السلطات، لكن ذلك الأمر استغرق تحقيقًا واسعًا امتد لنحو 10 سنوات، عملت فيه السلطات على استخراج جثث ضحايا من القبور، فى دول عدة مثل ألمانيا وتركيا وبولندا، بحثا عن أدلة تدين القاتل.
وقالت "نيويورك تايمز"، إن عدد جرائم القتل التى ارتكبها السفاح، والوقت الذى استغرقته، أثارا العديد من الأسئلة الصادمة فى ألمانيا، فيما أمر قاض ألمانى بالتحقيق مع 8 من زملاء السفاح السابقين، على خلفية شكوك بأنهم "كذبوا" على المحاكم، أو أخفوا دلائل للتغطية على زميلهم.
بدوره، قال جد أحد الضحايا، ويدعى كريستيان مارباخ، إنه إذا كان من الممكن أن تتم فى ألمانيا عمليات قتل 300 إنسان وإخفائها بطريقة ما "تحت السجادة"، فما الذى يمكن أن يحدث أيضًا فى البلاد، فيما أكد الدكتور كارل هاينز باين، وهو طبيب نفسى فى ألمانيا، إنه يعتقد أن جرائم الممرض السفاح ربما كانت مدفوعة بالنرجسية، والحاجة إلى سد نقص كبير فى تقدير الذات.