نابلس - النجاح الإخباري - في ظل التعامل مع وباء فيروس كورونا والحد من انتشاره، أعلنت شبكة مستشفيات القدس الشرقية عن اتخاذ جملة من التدابير الاحترازية والوقائية وفق البروتوكول الوطني الفلسطيني لعلاج وباء فيروس كورونا- كوفيد 19.
وذلك إلى جانب الاتفاق ما بين المشافي المنضوية تحت مظلة الشبكة على أن يستقبل كل من مستشفى المقاصد ومستشفى مار يوسف (الفرنساوي) الحالات المصابة والتي تحتاج إلى العناية الطبية وذلك في حدود قدرة المشفييْن الاستيعابية عند استكمال التجهيزات.
فيما سيستقبل مستشفى المطلع مرضاه من مرضى السرطان والفشل الكلوي، في حال إصابتهم بالفيروس أو الاشتباه بالإصابة. كما تم التنسيق مع مركز إسعاف الهلال الأحمر لنقل المصابين والحالات المشتبه بها في حال لم يتسنى للحالة الوصول إلى هذه المستشفيات.
وحول هذه الإجراءات، يوضح عدد من الأطباء الأعضاء في شبكة مستشفيات القدس للجمهور والمواطنين التدابير الوقائية المتبعة، والإرشادات الاحترازية للمرضى سيما مرضى السرطان والكلى إلى جانب التعامل مع حالات الولادة في حال إصابة الأم الحامل.
حيث تتبع شبكة مستشفيات القدس الشرقية البروتوكول الوطني الفلسطيني لعلاج مرض كوفيد 19، وأوضح الدكتور ربيع عدوان، اختصاصي الأمراض السارية والمعدية في مستشفى جمعية المقاصد الخيرية، أنه تم الاسترشاد في وضع البروتوكول والإجراءات والتدابير الوقائية والاحترازية، بتعليمات منظمة الصحة العالمية وبخبرات الدول التي سبقت فلسطين باكتشاف فيروس كورونا المستجد والتعامل معه.
وقد تولى الدكتور عدوان إعداد البروتوكول الوطني للتعامل مع فيروس كورونا وذلك ضمن اللجنة الوطنية الفلسطينية العليا التي تم تشكيلها من نخبة من الأطباء الفلسطينيين وبإشراف وعضوية كل من وزارة الصحة الفلسطينية والمجلس الطبي الفلسطيني.
وقسّم البروتوكول الحالات إلى ثلاث حالات، وتشمل الحالات المشتبه بها وهي الحالات التي تعاني أعراضاً في الجهاز التنفسي وحرارة وهزال عام وقد يترافق ذلك مع أعراض في الجهاز الهضمي، ويزداد الاشتباه في حال كانت الحالة لشخص عائد من السفر من بلد تفشى فيه الوباء خلال 14 يوماً مضت، أو خالط مصاباً بالفيروس خلال 14 يوماً ماضية، وفي هذه الحالة يتم أخذ عينة من الحالة وعزلها إلى حين ظهور النتيجة.
أما النوع الثاني وهو الحالة المحتملة وهي الحالة التي ظهرت عليها أعراض وتم أخذ عينة إلا أن النتيجة ظهرت سلبية (غير مصابة) أو كانت نتيجة العينة غير حاسمة وفي هذه الحالة يتم إعادة الفحص للتأكد وعزل الحالة إلى حين التأكد من النتيجة.
والنوع الثالث وهو الحالة المؤكدة والتي جاءت نتيجة فحص العينة إيجابية سواء ظهرت أعراض على المصاب أم لم تظهر عليه الأعراض.
ويوضح الأستاذ وليد نمور مدير عام مستشفى المطلع وأمين سر شبكة مستشفيات القدس الشرقية، أن حالات محددة من الإصابات المؤكدة سيتم إدخالها إلى أقسام العزل الصحي في المستشفيات وتلقي الرعاية السريرية والعلاجات، وهي الحالات المتوسطة والشديدة والحرجة بالإضافة إلى كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، فيما أن المصابين بالفيروس الذين لا يعانون من أي أعراض أو يعانون من أعراض خفيفة ولا يعانون من أمراض مزمنة تشكل خطورة على وضعهم الصحي، سيتم وضعهم قيد الحجر المنزلي وتزويدهم بالتعليمات بعدم الاختلاط والوقاية، ومتابعتهم من قبل الطواقم الطبية عن بُعد.
بدوره نوه الدكتور عدوان إلى أن ما نسبته 80% من الإصابات المؤكدة قد لا تشكو من أعراض أو تشكو من أعراض خفيفة، وهي لا تحتاج إلى العناية الطبية في المستشفى. أما فيما يتعلق بالمصابين بالفيروس من كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، فإذا ثبتت إصابتهم بالفيروس، وإن كانت الأعراض خفيفة، فيتم إدخالهم إلى قسم العزل الصحي في المستشفى.
وأشار إلى أن 15% من المصابين تكون إصابتهم ما بين متوسطة إلى شديدة، ويتم إدخالهم إلى المستشفى وتقديم العلاج اللازم لهم، بينما 5% من المصابين هم حالات حرجة قد تعاني من ضيق التنفس وتحتاج إلى العناية المكثفة وأجهزة التنفس الاصطناعي.
و أوضح الدكتور عدوان، أنه في حال شعور أي شخص من أهلنا في القدس بأعراض السعال أو صعوبة التنفس، وقد يرافقها ارتفاع في الحرارة، وبعض الحالات يرافقها أعراض في الجهاز الهضمي، فإن على المريض التواصل مع مركز إسعاف الهلال الأحمر في القدس أو التواصل مع المستشفى وإعلام طواقم الإسعاف والمستشفى بالأعراض وإن كان المريض عائداً من بلد تفشى فيه الوباء أو خالط مصاباً بالفيروس، وذلك حتى تستعد هذه الطواقم لاستقبال الحالة وعزلها عن المرضى الآخرين والطاقم الطبي الذي يعمل في الأقسام الأخرى.
ولفت إلى أن المريض الذي يعاني من أعراض خفيفة أو أعراض شبيهة بأعراض الزكام العادي، أو كانت لديه شكوك بمخالطة أحد المصابين لكن وضعه الصحي جيد ولا يعاني من مرض مزمن، فإننا ننصحه بعدم التوجه إلى المستشفى حتى لا ينشر العدوى إلى الطواقم الطبية والمرضى، والتزام الحجر المنزلي وعدم الاختلاط بأفراد المنزل لاسيما المرضى بأمراض مزمنة وبكبار السن وكذلك الأطفال الذين قد ينقلون العدوى دون ظهور الأعراض عليهم.
هذا وبادرت المشافي الثلاثة طيلة الأسابيع الماضية، إلى اتخاذ التدابير الوقائية وعزل الأقسام، حيث أوضح السيد جميل كوسا مدير عام مستشفى مار يوسف (الفرنساوي) كما أن المستشفى نصب عدداً من الخيام عند مدخله، بحيث يتم فحص كل شخص يدخل إلى المستشفى، وفرز الحالات المشتبه بها، ونقل الحالات التي يتم التأكد من إصابتها ولديها أعراض شديدة إلى قسم الكورونا المعزول والذي يضم 28 سريراً، وأضاف كوسا أنه تم عزل مبنى النسائية والتوليد بشكل كامل عن باقي مباني المستشفى.
بدوره أوضح الدكتور عدوان أن مستشفى المقاصد اتخذ كافة إجراءات الوقاية وتخصيص أقسام معزولة لفحص كل من يدخل المستشفى، وفرز الحالات المشتبه بها، وفي حال أكدت نتيجة العينة إصابة المريض وكان يعاني من أعراض شديدة أو لديه أمراض مزمنة فيتم نقله إلى قسم آخر معزول يضم 22 سريراً.
وأردف أن المستشفى خصّص قسماً معزولاً لاستقبال حالات الولادة لسيدات حوامل مصابات بالفيروس ويضم سريرين، وقسم آخر معزول للحوامل المشتبه بإصابتهن، مبيناً أن المقاصد منع زيارة المرضى المتواجدين بالمستشفى، وسمح بوجود مرافق واحد مع المريض، وأوقف استقبال مراجعي العيادات الخارجية، مع تقليص عدد حالات الإدخال إلا للحالات المستعجلة.
وأكد الدكتور علي سباتين رئيس وحدة الأمراض المعدية والسارية في المطلع، أن المستشفى خصص قسماً معزولاً لاستقبال مرضى ومراجعي المطلع من القدس، من مرضى السرطان وغسيل الكلى المصابين بالفيروس أو المشتبه بإصابتهم. ويتم إجراء فحص كل شخص يدخل المستشفى وفرز الحالات المشتبه بها، ومن ثم إدخال المرضى المصابين بالفيروس إلى قسم العزل.
واشار الى أن المطلع لن يستقبل حالات مصابة أو مشتبه بإصابتها بالفيروس من غير مرضاه. وبخصوص جلسات العلاج الكيماوي وغسيل الكلى، أوضح أنه تم فرض إجراءات الوقاية على مرضى السرطان والكلى، كما يتم تزويد مريض السرطان بنشرة توعوية حول إجراءات الوقاية خلال تواجده في المنزل، ويقوم الطاقم بالتواصل مع المريض قبيل قدومه إلى المستشفى لتلقي العلاج، والاستفسار عن الوضع الصحي للمريض والمرافق له إن كان هناك اختلاط مع آخرين، ليتم اتخاذ القرار سواء بالسماح له بالقدوم إلى المستشفى أو التزام الحجر المنزلي لمدة 14 يوماً وسحب عينة منه للتأكد.
ودعا سباتين مرضى المطلع من مواطني القدس في حال الاشتباه بالإصابة أو الاختلاط بمصابين، إلى إبلاغ طواقم الإسعاف والمستشفى قبيل التوجه إلى المستشفى. أما فيما يتعلق بمراجعي المطلع من مناطق خارج القدس في حال الاشتباه بإصابتهم فيتم التنسيق لهم مع المشافي المخصصة من قبل وزارة الصحة الفلسطينية في باقي المحافظات.
وناشد مرضى السرطان والكلى تجنب المخالطة وعدم الخروج من المنزل نهائياً، وتجنب استخدام المواصلات العامة والأماكن المكتظة، والابتعاد عن الأطفال كونهم قد ينقلون العدوى دون ظهور أعراض عليهم، إلى جانب الاهتمام بالنظافة وغسل اليدين باستمرار.
من جهته أوضح الدكتور عدوان أنه لا توجد عوامل خطورة على الحامل إلا في حال كانت تعاني من مرض مزمن، منوهاً إلى أن الطفل المولود لأم مصابة بالفيروس يعتبر مصاباً هو الآخر، ويجري عزلهما في قسم خاص منعزلاً عن قسم المصابين بالفيروس وعن قسم التوليد.
وطمأن عدوان الحامل أن الفيروس لا يسبب أي مشاكل خلقية على الجنين. وحول الرضاعة الطبيعية أشار إلى أن الأم المصابة بالفيروس بإمكانها إرضاع طفلها حيث تعزز الرضاعة الطبيعية مناعة الطفل، مع ضرورة اتخاذ وسائل الوقاية ووضع الكمامة على الأنف والفم، أثناء إرضاع الطفل أو التعامل معه، والالتزام بغسل اليدين بشكل متواصل.
و أكد السيد عبد القادر الحسيني رئيس شبكة مستشفيات القدس الشرقية ضرورة التزام الطواقم الطبية بالتدابير الوقائية والاحترازية في التعامل مع المصابين والحالات المشتبه بها، وذلك لحمايتهم كونهم خط الدفاع الأول الذي سيواجه هذا الوباء من أجل حماية أهلنا ومرضانا في القدس، مشيداً بالدور الإنساني والوطني الذي تقوم به الطواقم الطبية وهم يخاطرون بحياتهم ويمتنعون عن لقاء أهلهم وأطفالهم في ظل الإمكانيات المحدودة والأزمات المالية.
و ناشد الحسيني أهلنا في القدس ضرورة الالتزام بإجراءات تقييد الحركة والتزام المنازل، واتخاذ تدابير الوقاية خاصة عند التعامل مع كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، وتجنب المصافحة باليد والتجمعات والمناسبات الاجتماعية، والالتزام بمسافة التباعد من 1-2 متراً، والمواظبة على غسل اليدين والتعقيم وتنظيف الأسطح وتجنب ملامستها. كما دعا المواطنين إلى متابعة صفحة شبكة مستشفيات القدس على الفيس بوك وصفحات كل من المقاصد ومار يوسف (الفرنساوي) والمطلع، لمتابعة التعليمات والإرشادات الوقائية، وتوجيه استفساراتهم عبر هذه الصفحات أو الاتصال هاتفياً مع المشافي، وتجنب التوجه إلى المشافي إلا في حال ظهور أعراض أو الاختلاط بمصابين، وضرورة التواصل مع المستشفى قبيل التوجه إليه وتنبيه الطواقم الطبية في حال ظهور أعراض أو الاشتباه بالإصابة بالفيروس.
وأكد الحسيني أن الشبكة حريصة على التواصل مع المواطنين والمرضى وتزويدهم بكافة المعلومات والإجراءات في إطار من التشارك والشفافية لاسيما حول مستوى الجهوزية في المشافي، والعمل بروح الفريق والانتماء للقدس من أجل التخطيط وإيجاد البدائل لمعالجة أي ثغرات أو تحديات.
وثمّن الحسيني جهود الفعاليات الوطنية والمبادرات والتجمعات الشبابية والمؤسساتية وقطاع الأعمال لدعمهم لمستشفيات القدس، داعياً رجال الأعمال والقطاع الخاص الفلسطيني إلى دعم مستشفيات القدس التي تقف رأس حربة في مواجهة هذا الوباء في ظل شحّ الموارد ومحدودية الإمكانيات.