نابلس - النجاح الإخباري - أكد وكيل وزارة الإعلام، المتحدث الرسمي باسم حكومة تسيير الأعمال يوسف المحمود، أهمية الإعلام الوطني في رسم خارطة مشهد إعلامي منفتح، وفي حمل القضايا الوطنية وكشف الانتهاكات الإسرائيلية، ومواكبة الإنجازات الرسمية على كافة الأصعدة.
جاء ذلك خلال جولة نظمتها وزارة الإعلام في بيت لحم، اليوم الاثنين، التقى خلالها المحمود والوفد المرافق، وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، ومحافظ بيت لحم كامل حميد، ونائب رئيس البلدية حنا حنانيا، إضافة لعدد من إعلاميي المحافظة.
وأوضح المحمود أن هذه الجولة تأتي في إطار ما تقوم به الوزارة لتنظيم ودعم قطاع الإعلام بالتعاون والشراكة مع المؤسسات ذات العلاقة والإعلاميين، لتعزيز التكاملية وتعزيز دور مكاتبها الفرعية والاطلاع على الأوضاع في المحافظات، والتي تساعد الوزارة في توجيه رسائل لتغطية خصوصية كل محافظة في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وإبراز الإنجازات الحكومية، وبما يعزز دور الإعلام كشريك وطني "يؤرخ اللحظة ويصنعها ويحرس الضمير والوعي" ورفض تقسيم الإعلام الفلسطيني إلى رسمي وخاص ليس باتجاه إنكار هذه التسميات الموجودة أصلا، بل باتجاه الحديث عن إعلام وطني يتعرض لنفس الأزمات والمشكلات وما يحاك ضده وضد قضيتنا الوطنية.
وأكد أن بيت لحم قصة مفتوحة وهي الحدث بحد ذاته بتاريخها وروحانيتها وعلاقتها بالسماء وعمقها العربي والوجودي والتعددي، والذي يتطلب عملا متكاملا وتشاركيا لنقل الحكاية وواقع الاستيطان والاحتلال الذي تعاني منه بكافة مكوناتها الفلسطينية ودون تغييب للبعد التاريخي.
من جانبها، أوضحت معايعة أن بيت لحم شهدت العام الماضي طفرة سياحية هائلة تمثلت بزيادة عدد السياح إلى ما يزيد عن ثلاثة ملايين سائح، ما تتطلب مواءمة المدينة ومرافقها مع الحاجات التي رافقت هذه الزيادة والتي لم تتميز فقط بالعدد غير المسبوق بل وأيضا سيرها في جو من الأمن وبلا حوادث. وأكدت أن تفاهمات تجري حاليا مع الكنائس لتنظيم تواجد الوفود في كنيسة المهد، وإطلاق نظام تسجيل الكتروني للوفود الزائرة بما يضمن التكاملية وعدم الازدحام وتسهيل عملية الإحصاء، داعية سفاراتنا في الخارج إلى نقل رسالة السلام والأمن إلى الحجاج الأجانب ووضعهم في تفاصيل الجهود المبذولة فلسطينيا لخدمتهم وتوفير كافة الاحتياجات لهم في فلسطين.
من ناحيته، رحب المحافظ حميد بنية وزارة الإعلام تعزيز عملها في المحافظة، مؤكدا أهمية دورها في ظل الظروف الاستثنائية التي يسعى فيها المحتل إلى تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، وفي إطار الحاجات المتزايدة التي تفرضها حركة السياحة النشطة إلى المدينة، وما يترتب على ذلك من ضرورة وجود خطاب إعلامي ينقل رسالة المحبة والسلام.
وأعرب عن رغبته في تقديم كل مساعدة ممكنة من أجل تعزيز دور الوزارة والنهوض بالمحافظة التي تمثل فيها مجموعة قطاعات مهمة رافعة للدخل القومي الفلسطيني، ومنها السياحة الدينية التي تمثل تحديا إيجابيا على كافة الأصعدة.
بدوره، وضع حنانيا، وكيل وزارة الإعلام والوفد المرافق، في صورة الصعوبات التي تواجهها المدينة في ظل استمرار جدار الفصل العنصري بالتمدد على أجزاء واسعة من أراضيها التي أقامت عليها سلطات الاحتلال أيضا 23 مستوطنة كبيرة، ما يعيق التوسع العمراني وشق طرق خارجية لتخفيف الأزمات المرورية والتي تقلل إلى حد خطير من حصة الفلسطينيين من المياه التي تذهب لصالح المستوطنين ومشروعهم الاستيطاني.
وأوضح أن البلدية تمكنت حتى الآن من توقيع 94 اتفاقية توأمة تتضمن تنفيذ مشاريع على الأرض، انطلاقا من بوصلة وطنية تعترف وتكرس التعددية كشكل من أشكال التنوع المتوازن بين المكونات الدينية والاجتماعية التي باتت منذ فترة ليست بالقصيرة تتعرض للاستهداف الإسرائيلي لضرب النسيج الوطني ودفع المسيحيين إلى الهجرة، مثمنا دور القيادة الفلسطينية ومؤسسات الدولة في التخطيط الفعال لتثبيت الوجود المسيحي على الأرض الفلسطينية وضرب المخططات الإسرائيلية.
من جانبهم، أعرب الإعلاميون الذين التقاهم الوفد، عن شكرهم للدور الذي تقوم به وزارة الإعلام ودعوا إلى أوسع تعاون وشراكة من أجل الارتقاء بالعمل الإعلامي، مشيرين إلى أن هذه اللقاءات وبرنامج الزيارات الذي بدأته وزارة الإعلام من الخليل واليوم في بيت لحم، يسلط الضوء على المحافظات وبرامجها وإنجازاتها وواقعها تحت الاحتلال، فيما ثمن المحمود الجهود التي تقوم بها الحكومة ومؤسساتها، كما أثنى على الدور الذي يقوم به الزملاء الإعلاميون والإعلام الوطني والتركيز على أن شعبنا مصمم على المضي في طريق الكفاح حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، حسب ما نصت على ذلك القوانين والشرائع الدولية.