إيناس حاج علي - النجاح الإخباري - خلال جولة "باص النجاح" الأخيرة في محافظة بيت لحم كانت زيارة جامعتها محطة حتمية حيث جرى استكشافها بأبعادها الأكاديمية والاجتماعية والعلمية.

وفي هذا الصدد تحدث النائب التنفيذي لرئيس الجامعة الدكتور ميشيل صنصور إن الغاية من تأسيس الجامعة قبل 44 عاما هي خدمة المواطنين الفلسطينيين لكي تكون منارة للتعليم والرقي الحضاري، ولنشر المعرفة والمحافظة عليها والاستفادة منها.

 "ولعل أعظم مطمح للجامعة هو إغناء عقول طلبتها بالمعرفة على أساس من العقلانية والرؤية الأخلاقية والمبادئ الربانية والانسانية العظيمة التي يجلها العالم بأسره أعظم اجلال." أضاف  صنصور لـ"النجاح الإخباري".

الجامعة التي تقع على أعلى هضبة في بيت لحم، وتبُعْد 8 كم جنوب مدينة القدس،انطلقت تعليمية في بداية الأمر وهي كمؤسسة مسيحية كاثوليكية مختلطة، يؤمها اليوم الطلبة من مختلف الديانات، ويرعاها الكرسي الرسولي، ويديرها الرهبان اللاساليونفتحت.

وهي أول جامعة في الضفة الغربية، أقيمت على أرض تمتلكها الرهبنة اللاسالية في بيت لحم، وتبلغ مساحتها 17000متر مربع

ومن أكثر الأمور اللافتة لزائرها هو وجو المباني القديمة قدم التاريخ الفلسطيني المسيحي.

ويؤكد  صنصور "أن انضمام عدد كبير من الطلبة المسلمين للدراسة في الجامعة خلق جوا من التعايش الديني وأضفى ميزة أخرى على المشهد الأكاديمي المترامي الأطراف."

تابع  صنصور :"جامعة بيت لحم نموذج للتآخي، ففيها المسجد والكنيسة، وكل من المسلم والمسيحي يحترم الشعائر الدينية للآخر".

قصة القذيقة ..

وخلال الجول أيضا سيلاحظ الزائر شاهدا على ممارسات اسرائيل بحق المؤسسات التعليمية والجامعات الفلسطينية.

 وكان لجامعة بيت لحم نصيبا من هذه الاجراءات الاحتلالية حيث مكان لقذيفة سقطت على الجامعة أثناء حصارها فارتأت الجامعة أن تبقي عليها دون أن تعمل على ترميمها وإعادة إعمار ما تعرض له حائط المكتبة لتبقى شاهدة على جريمة من جرائم الاحتلال بحق التعليم ومؤسساته.
 



خلال السير في أروقة الجامعة ذهبنا برفقة الدكتور صنوري الى الكنيسة التي تقع في حرم الجامعة.

وبحسب الدكتور  ميشيل صنصور  الكنيسة ليست فقط مكان صلاة للمسيحيين لأنك غالباً ما سترى طلاب مسلمين يجلسون فيها بحثاُ عن السكينة والهدوء وجزئية أن يتخلص الطالب من الضغوط التي تواجهه بالجلوس في الكنيسة وأيضاً ممارسة الروحانيات بعيداً عن كل العوامل المؤثرة عليهم

وهنا يؤكد صنصور  أن أهم ما يميز الجامعة من حيث دمج المجتمع وخاصة الارتباط الوثيق للجامعة بالمسيحية هو حالة التعايش والتسامح في قلوب طلابها ارتأينا أن يكون هناك مساق يدرس لكل من الطلاب المسيحيين والمسلميين عن الديانتين بحيث يأخذ الطلاب معلومات وفكرة عن الديانات ما يساهم في اعطاءهم فهم أكبر.

حلا قرش - طالبة في الجامعة تؤكد: "أنا وصديقاتي المسيحيات لا نتحرج من الخوض في الأحاديث الدينية، فكل منا يسأل الآخر عن تفاصيل دينه لزيادة الثقافة والمعرفة".

وترى الطالبة سوسن قنواتي: "في أحد أيام الجمع في الجامعة، كنت ذاهبة لصلاة الجمعة في مسرح الجامعة، وفي الطريق التقيت بصديقتي الراهبة، وذهبنا معاً لسماع خطبة الجمعة".

ويعتبر تخصص الفندقة أحد أهم التخصصات الجديدة التي تدرسها الجامعة نظراً لأهميتها السياحية وذلك لكونها مهد المسيح عليه السلام لذلك تشهد المحافظة توافد السياح من كل بقاع الأرض مما يحتم توفير فنادق قادرة على استيعاب الأعداد الكبير للسياح فيها.

 
ويذكر أن بيت لحم تحتوي على 60 فندق غالباً ما تكون مملوءة بالكامل وخاصة في فترة الأعياد لذلك قامت الجامعة بالبدء بتدريس الفندقة وتخصصاتها وأصول الإتكيكيت نظراً لكونها أصبحت جزءاً لا يتجزء من المدينة ومصد دخل رئيسي للمواطنين.