نابلس - النجاح الإخباري - عندما نتحدث عن مجزرة دير ياسين لابد لنا من التعرف على هذه القرية المهجرة والمدمرة منذ العام 1948.
يرجع أصل التسمية إلى كلمة (دير) نسبة إلى دير بناه راهب كان قد سكن القرية في القرن الثاني عشر للميلاد، وقد دعت قديما (دير النصر)، أما كلمة (ياسين) فهي نسبة إلى الشيخ ياسين إمام مسجد القرية.
دير ياسين هي قرية فلسطينية قضاء القدس تقع الى الغرب منها // تبعد عنها 5 كم // لم تتجاوز مساحتها 12 دونما.
تألفت من بيوت حجرية ذات مخطط مكتظ، فيها ازقة ضيقة ومتعرجة، اشتملت على بعض الدكاكين وعلى مسجدين ومدرسة للذكور وكذلك بئر مياه للشرب.
عمل اهالي القرية بداية في الزراعة وتربية المواشي الا ان تغير الوضع في عهد الانتداب البريطاني والازدهار الاقتصادي ليعملون في مجال مقالع الحجر.
تعد الحبوب، والخضراوات والفواكه، والزيتون من أهم محاصيلها.
في 9 من أبريل 1948 وفي تمام الساعة الثالثة فجرا شنت عناصر من جماعتي أرجون وشتيرن الصهيونيتين هجوما على القرية ونفذتنا مذبحة بحق اهالي قرية دير ياسين، راح ضحيتها مايقارب 360 مواطنا فلسطينيا معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وفي هذه الليلة تصدى لهم اهالي القرية في بداية المذبحة وسقط 4 قتلى من اليهود.
ليطلب المهاجمون مساعدة من قيادة الهاجاناة في القدس التي ارسلت لهم تعزيزات ادت إلى الاستيلاء على القرية بعد تنفيذ أبشع الجرائم بحق الأهالي دون تميز بين صغير أو كبير.
ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا عددا من الاهالي الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود ثم العودة بالضحايا الى القرية وارتكاب ابشع انواع التعذيب والقتل بحقهم.
كانت مذبحة دير ياسين عاملاً مهمّاً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين، والبلدان العربية المجاورة لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين.
بينما استقرت عدة مئات من المهاجرين اليهود بالقرب من دير ياسين، وأطلق على المستعمرة الجديدة اسم غفعت شاؤول بت.
أما وضع قرية دير ياسين اليوم فلا تزال بعض المنازل قائمة في معظمها على التل وضمت مستشفى إسرائيلي للأمراض العقلية.
اما المقبرة القديمة فهي مهملة ومكتسحة بأنقاض الطريق الدائري الذي شق حول القرية.
ومازالت هناك شجرة سرو باسقة وحيدة وسط مقبرة القرية حتى هذا اليوم.
وطغى على تل دير ياسين وموقعها من الجهات كلها التوسع العمراني للقدس الغربية.