نابلس - النجاح الإخباري - هل تعلم أن قرية الفالوجة المدمرة والمهجرة عام 48 ،كانت تعرف قديما بزريق الخندق وتحولت فيما بعد إلى اسم الفالوجة نسبة لأحد أسياد الطريقة الصوفية القادم من العراق المعروف باسم سيدي شهاب الدين أحمد الفالوجي؟
والذي كان برحلة الى بيت المقدس لتقديس حجته، واصيب بحمى اجبرته على البقاء في فلسطين وتوفي ودفن فيها وبقي هو من معه من اتباعه والمؤمنين بطريقته الصوفية ومذهبه. فسميت القرية بالفالوجة.
الفالوجة قضاء محافظة غزة وتبعد عنها 30 كم ، بلغ عدد سكانها عام 1948 : 5417 نسمة ،وقدر عدد اللاجئين منها عام 1998: 33.267 نسمة.
كان يوجد في الفالوجة مسجدين ومدرستين للذكور والاناث، فقد كان سكانها يهتمون بالتعليم لكلا الجنسين.
وكان بها أيضا مجلس قروي يعنى بالشؤون الاجتماعية لأهل البلدة، الذين كانوا يعملون بالمعظم في مهنة الزراعة، اما التجارة فقد كانت في المرتبة الثانية حيث تكتسب الفالوجة موقعا جغرافيا هاما.
كما عمل البعض في مهنة تربية الدواجن والمواشي وبعض الصناعات الخفيفة مثل طحن الحبوب وغزل الصوف وصبغه ونسجه وكذلك صناعة الأواني الفخارية.
من أشهر مزروعات قرية الفالوجة الحبوب والخضار والفواكه.
من أشهر معالم الفالوجة الجامع الكبير الذي دفن فيه الشيخ الفالوجي، وكذلك أضرحة ومقامات لأولياء ومجاهدين استشهدوا ابان الحروب الصليبية. كما يوجد فيها موقع أثري يدعى خربة الجلس.
احتلها اليهود في الأول من آذار عام 1949 ، طردوا السكان منها ودمرت بالكامل، ولا تزال أنقاض البيوت موجودة حتى الآن، شاهدة على جرائم الاحتلال الذي قام بتطهير البلدة عرقيا بالكامل رغم دفاع الجيش المصري عنها آنذاك.. بقيادة جمال عبد الناصر.. ودفاع اهل الفالوجة الذين حوصروا 130 يوما واستبسلوا في الدفاع عنها وحفر الخنادق حولها ..
لم يكن في القرية سوى 10 بنادق.. فاشتروا بأموالهم وتبرعات الاهالي بنادق من مصر ليصبح لديهم 150 بندقية ..
حاول الفالوجيون انذاك الحصول على دعم من المملكة الاردنية لكن الرد كان ان الجيش العربي لا يستطيع المساعدة الا بعد انتهاء الانتداب البريطاني.. فعادو فقط بصندوقين من الرصاص . علما ان اخر معركة مع اليهود كلفتهم ستة صناديق.. فتأمل..
اسفرت المفاوضات عن انسحاب الجيش المصري وخروج السكان من بلدتهم فدمرها اليهود تدميراً كاملاً، وزرعوا في موقعها أشجار الكينا، وأقاموا مركز تفتيش لشرطتهم قريبة منها.
بعد حصار الفالوجة 130 يوما صمد الاهالي مع القوات المصرية التي حوصرت، وقد اعترف القائد العام للقوات المصرية في فلسطين، اللواء أحمد فؤاد صادق باشا، بما بذله أهل الفالوجة من التضحيات في برقية أرسلها الى الشيخ محمد عواد رئيس بلدية الفالوجة، وذلك في 18/ 3/ 1949م حيث قال:
(أحيي بطولة أهل الفالوجة واشيد برباطة جأشهم وعظيم إخلاصهم وحسن تعاونهم).
وهذه الشهادة من قائد جيش عربي.