النجاح الإخباري - حزب الله هو تنظيم سياسي عسكري شيعي لبناني ، تأسس عامك 1982م بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت ، وخاض حربا مفتوحة على إسرائيل انتهت بانسحابها من جنوب لبنان عام 2000، عندما كان ايهود باراك رئيساً للوزراء الإسرائيلي.
مع صعود نجم آية الله الخميني في إيران 1979، ارتفعت حرارة النقاش حول الشكل التنظيمي الذي ستتخذه الحركة الفكرية النشيطة الموالية للاتجاه الجديد لحكام طهران الجدد.
جاء في بيان أصدره الحزب يوم 16 فبراير/شباط 1985، أن الحزب "ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة".
ينتمي أعضاء الحزب إلى الطائفية الشيعية المرتبطة بالمرجعية الدينية والسياسية الإيرانية، ويؤكد الحزب في أدبياته أن من أولوياته إقامة مجتمع أكثر عدالة وحرية في لبنان، إلى جانب مقاومة إسرائيل والاهتمام بقضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
المسار السياسي
لا توجد معطيات موثوقة تشرح بالتفصيل طرق إدارة الحزب قبل 1989، إلا أن المعلومات المتداولة تفيد بأن القيادة كانت جماعية إلى حدود 1989.
فبعد أن تكرس الامتداد الجماهيري للحزب بفضل نشاطه الخيري والاجتماعي في الجنوب، طوّر إطارَه التنظيمي وانتخب الشيخ صبحي الطفيلي أول أمين عام له (1989-1991)، ثم فُصِل 1998 بعد إعلانه العصيان المدني احتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة في لبنان.
تولى عباس الموسوي منصب الأمين العام 1991 خلفا للطفيلي فاغتالته إسرائيل مطلع 1992، وتسلم حسن نصر الله القيادة بعده.
اتهـِم الحزب بالتورط في تفجير السفارة الأميركية في بيروت 1983 الذي قتل فيه -بحسب ما تذكره المصادر الأميركية- 53 موظفا أميركيا، وأصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.
ركز الحزب على مواجهة إسرائيل عسكريا طوال سنوات، ونقلت عنه مصادر لبنانية أن متوسط العمليات التي شنها على إسرائيل (1989-1991) وصل إلى 292 عملية، ثم بلغ في (1992-1994) 465 عملية.
نجحت عمليات المقاومة الوطنية والإسلامية اللبنانية - وفي مقدمتها حزب الله - في دفع الاحتلال إلى اتخاذ قرار أحادي الجانب سنة 2000 بالانسحاب من جنوب لبنان، وصعدت بهذه الخطوة أسهم الحزب في الأوساط الشعبية العربية والإسلامية، ثم تعزز هذا الصعود بصموده وأدائه العسكري الفعّال خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في حرب 2006.
بعد خروج القوات السورية من لبنان عقب مقتل رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005، عرفت علاقة الحزب بالتشكيلات السياسية اللبنانية الرئيسية (غير الشيعية) أزمة كبيرة، بلغت ذروتها باجتياح عسكري لبيروت 7 مايو/أيار 2008.
فقد جرت اشتباكات في بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين الحزب وحلفائه (قوى 8 آذار) من جهة ومسلحين تابعين لخصومه (قوى 14 آذار) من جهة أخرى، إثر صدور قرارين للحكومة اللبنانية بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة في الحزب، وإقالة قائد جهاز الأمن بمطار بيروت الدولي.
أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل العشرات من الجانبين ودمار في الممتلكات، وأدت أيضا إلى سحب الحكومة اللبنانية للقرارين الصادرين عنها، وانتهت الأزمة بـ"اتفاق الدوحة" الذي أنهى الأزمة السياسية وأسفر عن انتخاب رئيس وبرلمان جديدين.
إبان الثورة السورية، تراجعت شعبية حزب الله في الوطن العربي والإسلامي بشكل كبير بعد مشاركته إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، والتي بدأها علنا بمعركة مدينة القصير في شهر مايو/أيار 2013.
وفي الانتخابات النيابية التي جرت في السادس من مايو/آيار 2018 حصد حزب الله 13 مقعدا، وحركة أمل المتحالفة معه بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، على 16 مقعدا، أي ما مجموعه 29 مقعدا للحليفين الشيعيين.
وفي تعليقه على ذلك قال الأمين العام للحزب نصر الله إن نتائج الانتخابات النيابية التي حققها حزبه مع "القوى الحليفة والصديقة" تشكل "انتصارا كبيرا لخيار المقاومة" في لبنان، معتبرا أن التركيبة الجديدة للمجلس النيابي تشكل ضمانة لحماية ما وصفها بالمعادلة الذهبية "الجيش والشعب والمقاومة".