النجاح الإخباري - حسن نصر الله هو الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيعي منذ 1992، وحقق الحزب بقيادته نجاحات مهمة في مقاومة إسرائيل.
ولد حسن نصر الله عبد الكريم نصر الله يوم 31 أغسطس/آب عام 1960 في بلدة البازورية بجنوب لبنان.
تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة "الكفاح" الخاصة، وتابع في مدرسة "الثانوية التربوية" بمنطقة سن الفيل.، وأكمل تعليمه في العراق وإيران.
سافر عندما بلغ 16 من عمره إلى مدينة النجف (مركز المؤسسة الدينية الشيعية) في العراق ليبدأ مرحلة الدراسة الدينية، فتعرف هناك على عباس الموسوي زعيم حزب الله آنذاك، الذي أصبح أستاذه وملهمه.
أنهى نصر الله المرحلة الأولى من الدراسة في الحوزة الدينية -التي تحتاج نحو خمس سنوات- في سنتين فقط، وعاد إلى لبنان. وفي منطقة بعلبك واصل دراسته في مدرسة أسسها الموسوي تعتمد مناهج مدرسة النجف نفسها.
أصبح مسؤولا تنظيميا في حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) بمنطقة البقاع، حيث أفرزت الثورة الإسلامية الإيرانية واقعا جديدا في أوساط الشيعة بلبنان. شارك في تأسيس حزب الله وأصبح عام 1987 مسؤوله التنفيذي إلى جانب عضويته لمجلس شوراه، ثم تولى عام 1992 منصب أمينه العام.
التجربة السياسية
شهدت حركة "أمل" بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران اتساعا في الفجوة بين خطين كانت تحتضنهما، أحدهما كانت ترعاه الحركة وانخرط في اللعبة السياسية من منطلقات لبنانية وركز على تحسين ظروف الشيعة وموقعهم في الدولة اللبنانية.
والثاني واظب على تلقي العلوم الدينية، وفتح خطا عقائديا مباشرا مع إيران ، فحصل منها على دعم معنوي ومادي كبير غداة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وتمثل هذا الاتجاه في تأسيس حزب الله الذي كان حسن نصر الله أحد مؤسسيه وأصبح لاحقا أكبر قادته.
شارك نصر الله خلال 1982-1989 في عدة مهمات تنظيمية داخل حركة المقاومة التي أطلقها حزب الله، ساهم خلالها في بناء الكوادر وتعليمها وتحضيرها "للمقاومة والجهاد".
سافر سنة 1989 إلى مدينة " قم " في إيران حيث يوجد ثاني مركز ديني للشيعة ، ثم عاد بعد سنة واحدة إلى لبنان . وكان يرى أن قوة العلاقات الإيرانية السورية ستوفر لحزب الله أفضل الظروف لأداء عمله.
اختاره الحزب مطلع 1992 ليكون أمينه العام خلفا لعباس الموسوي الذي اغتالته وقتها إسرائيل ، وشكلت عملية " تصفية الحساب " التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على حزب الله في يوليو/تموز 1993 التجربة الأولى لنصر الله كأمين عام للحزب، إذ عزز موقعه كرأس حربة للمقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.
تحول نصر الله - مع خروج حزبه منتصرا من عملية " عناقيد الغضب " العسكرية التي نفذتها إسرائيل ضده 1996- إلى رمز للمقاومة ، وذاع صيته في العالم العربي والإسلامي.
استطاع الحزب بقيادة نصر الله - الذي يلقبه أنصاره " سيد المقاومة " - تحرير معظم الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي ( ما عدا مزارع شبعا غير المأهولة ) في مايو/أيار عام 2000 ، بعد احتلال دام 22 عاما للجنوب اللبناني.
تمكن نصر الله في يناير/كانون الثاني 2004 من تسجيل نجاح مهم تمثل في تنظيم عملية أشرف عليها شخصيا لمبادلة جثث ثلاثة جنود إسرائيليين مقابل الإفراج عن نحو أربعمائة أسير لبناني وعربي معتقلين في السجون الإسرائيلية ، إضافة إلى استعادة جثث لبنانيين وعرب - من بينها جثة ابنه هادي - سقطوا في مواجهات مع الإسرائيليين بعد وساطة طويلة قامت بها ألمانيا.
ظهرت على الساحة السياسية اللبنانية أصوات تطالب بنزع سلاح الحزب وتسليمه إلى الدولة اللبنانية ، لكن نصر الله رفض بشدة الضغوط الدولية التي تجسدت في القرار رقم (1559) عام 2005 الذي طالب بسحب سلاح المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، في إشارة إلى حزب الله والفصائل الفلسطينية.
صعدت أسهم الحزب في الأوساط الشعبية العربية والإسلامية بفضل خطابات نصر الله التي تعلي من نهج المقاومة العسكرية لإسرائيل، ثم تعزز هذا الصعود بصموده وأدائه العسكري خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في حرب 2006.