نابلس - النجاح الإخباري - خاص- النجاح الإخباري-
على خلفية تسجيل هزة أرضية مركزها طبريا ظهر اليوم الأربعاء، تحدث مدير مركز رصد الزلازل في جامعة النجاح الوطنية د. رضوان الكيلاني لـ"النجاح"، قائلاً إن أجهزة الرصد الزلزالي التابعة لمرصد الزلازل الفلسطيني في جامعة النجاح الوطنية سجلت هزة أرضية بعد ظهر اليوم بالتحديد الساعة 12.50.
موضحاً أن بؤرة الهزة الأرضية كان في شمال شرق بحيرة طبريا فيما يسمى منطقة الحولة، وشعر بها الناس على مسافة 15 كم.
مشيرا إلى أن الهزة سجلت 3.8 درجة على مقياس ريختر، وعمقها كان على 17 كم.
-نشاط اعتيادي-
وإن كانت هذه الهزة الأرضية طبيعية، أوضح د. الكيلاني أن "النشاط الزلزالي في منطقتنا يشير إلى أن ما حصل اعتيادي أو نسميه روتيني".
مؤكدًا أن هذه فرصة لاطلاع الناس على بعض المعلومات الزلزالية في المنطقة، قائلاً: "خلال الشهر الماضي تم تسجيل حوالي 30 هزة أرضية على امتداد حفرة الانهدام من وادي عربة لشمال بحيرة طبريا وحتى سواحل جزيرة قبرص.. المواطن ما سألنا قبل شهر أو أكثر، لكن عندما شعر بهذه الهزة بدأ يتساءل".
وتابع: "النشاط الزلزالي الذي حدث اليوم شبه يومي تقريبا".
وفسر ذلك بالقول: "مثلا أمس تم تسجيل ثلاث هزات في نفس المكان 2.7 درجات تقريبا و2 درجة، و2.6 درجات على مقياس ريختر، ولم يسأل أحد عنها، لكن لأن هذه الهزة حصلت اليوم بهذا القدر سأل عنها الناس، لكن نؤكد أن هذا ضمن ما نسميه روتيني أو اعتيادي حسب طبيعة النشاط الزلزالي في منطقة فلسطين.
- منطقة طبريا نشطة بالزلازل-
وحول التاريخ الزلزالي للمنطقة التي شهدت الهزة اليوم، قال د. الكيلاني: "تاريخيا نركز على منطقة طبريا، لأنها منطقة نشطة زلزاليا، فهناك ما يسمى زلزال صفد الذي وقع في منطقة طبريا عام 1837 ميلادي وهو زلزال معروف للفلسطينيين، حيث دمرت خلاله نحو 17 قرية في قضاء طبريا، كما سجل قرابة 5000 قتيل حسب المعلومات الموثقة، لذلك فالمنطقة تاريخيا نشطة زلزاليا، يعني هذا الجزء من حفرة الانهدام هو نشط تاريخيا حتى في عام 749م حصل أيضا هزة أرضية مدمرة في منطقة طبريا".
وأشار الخبير الفلسطيني إلى أن ما جرى في المنطقة هذه له علاقة مباشرة أيضا بالنشاط الزلزالي في تركيا.
وقال الكيلاني: "نحن لسنا بعيدين عن الهزة من شهر شباط من العام الماضي... وكلنا تابعنا حينها بشكل حثيث الدمار الذي حدث".
- 14 ألف هزة ارتدادية-
وبين أنه قبل أقل من شهر صدر بحث علمي عن فريق مرصد الزلازل الفلسطيني في جامعة النجاح وتم نشره ويتناول الهزات الارتدادية، حيث رصد البحث أن زلزال تركيا تبعه هزات ارتدادية فاقت 14 ألف هزمة خلال الشهر الأول.
ويظهر التحليل في البحث كذلك أن هناك علاقة وثيقة فعلاً لهذا النشاط الزلزالي في منطقة شمال البحر الميت، -منطقة زلزال اليوم- والنشاط الزلزالي في تركيا.
وقال د. الكيلاني: "لا أريد الادعاء أن ما حصل اليوم هو هزة ارتدادية، لكن أحب أن أوضح أن ما حصل في تركيا بالزلزال 7.8 درجات على مقياس ريختر كان الزلزال الأول، ذكرناه في فترتها، وله تداعيات الآن نشعر في هذه التداعيات بسبب ما يسمى بتحفيز المنطقة زلزاليا خاصة في المناطق التي فيها خلل، يعني عندما يحصل الزلزال هو يكون كسر أو خلل في جزء من القشرة الأرضية والمنطقة التي حصل فيها زلزال اليوم هي منطقة صدع أصلا، وهذه المناطق لا زالت تحت تأثير الصدمة الكبيرة بسبب النشاط الزلزالي في منطقتنا، وهو نشاط تكتوني وحركة صفائح".
وردا على سؤال حول إمكانية التنبؤ بوقوع زلزال بدرجة معينة في منطقة معينة مستقبلاً، قال د. الكيلاني: "موضوع التنبؤ بالزلازل لا زال في بداياته يعني لم نصل إلى درجة من التنبؤ بحدوث هزة أرضية في مكان أو زلزال في مكان ما بدرجة الدقة التي نتنبأ بها في حالة الطقس. وإذا ما تم الوصول لهذه الدرجة من التنبؤ بالزلازل فسيوفر الكثير من الجهد والرصد الذي تقوم بالمراكز المختصة".
وأضاف: "لكن هناك طرق للتنبؤ، وحللنا في البحث الذي ذكرته (سابقا) أن متابعة الرصد الزلزالي في منطقة معينة، وإذا كان هناك نشاط زلزالي ملفت، نحن نتحدث عن 30 هزة أرضية حصلت على امتداد حفرة الانهدام وتوزعت على حوالي ألف ومئة كيلومتر، لكن نحن في مرصد الزلازل الفلسطيني نرصد النشاط اليومي، إذا ما وجدنا أنه في منطقة معينة يوميا يلفت انتباهنا حصول هزات أرضية وتتزايد نشاطها، فهنا في هذه الحالة يكون المرصد هو بهيكلية تابعة للجهات الرسمية يبلغ أنه هناك درجة من التأهب هنا ممكن يكون تسميته الرصد القبلي للهزة الرئيسية، وهذا فعلا مثل زلزال تركيا. كان هناك نشاط قبل شهر لهزات قوية وصلت لخمس درجات وكان هناك يجب أخذ الحيطة والحذر في التنبؤ بالزلازل".
ومضى قائلا: "لكن التنبؤ بحدوث زلزال في منطقة معينة وبقوة معينة ووقت محدد، لا يزال حلما للعلماء، فلم نصل لهذه الدرجة".
وبخصوص تغريدة للعالم الهولندي المثير للجدل فرانك هوغربيتس الذي نشر أمس وحذر فيها من زلزال "عظيم" سيقع بين الـ 13-17 مارس بناء على قراءته لتحركات واقتران الكواكب، قال د. الكيلاني: "نعم، هذا علم قائم على حركة الشد والجذب بين الكواكب مع بعضها البعض.. ويسموه الاصطفاف الكوكبي ويكون هناك مجموعة من الكواكب تكون لها قوة جذب قوية تجذب الأرض فتؤدي إلى تحريك الكتل التي هي -الصفائح- الأرض".
وتابع د. الكيلاني قائلا: "لكن هذا النوع من التنبؤ فيه ضبابية، فهناك الكثير من الصعوبات في تتبع جسم الأرض، فهو جسم غير متجانس. ولا نستطيع حساب قوة الجذب بشكل دقيق وفي مكان معين، لكن العنوان الكبير نعم هناك إمكانية للاستفادة من الاصطفاف الكوكبي وتجاذب الكواكب مع بعضها البعض في إجراء تحليل لاحتمالية حركة صفائح للأرض. لكن ليس بهذه السهولة يمكن تتبع وحساب دقة القوة التي تؤثر على هذه الكتل التي تتحرك".