نابلس - النجاح الإخباري - في ظل المباحثات الجارية للتوصل إلى صفقة تبادل بين حركة حماس وإسرائيل، تتصاعد وتيرة التوتر على الجبهة اللبنانية، وسط مخاوف من تفجرها، يأتي ذلك تزامناً مع تصريحات تنذر بالتصعيد، وكان آخرها على لسان وزير الحرب يواف غالانت، والذي قال "بحال التوصل إلى هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، فلن تشمل المواجهات مع حزب الله في الجنوب اللبناني".
- تهديد غير حقيقي
وحول ذلك، قال الخبير العسكري والاستراتيجي في بيروت، العميد أمين حطيط، إن "تهديد الاحتلال للمقاومة في لبنان غير حقيقي لأنها غير قادرة على احتواء ردة الفعل وغير قادرة على تحقيق انجاز فعلي في هذه المواجهة".
وفينا يتعلق بتصريحات غالانت، أكد حطيط أن "مواقفه جنونية وغير واقعية ولا تعبر عن قائد عسكري متوازن"، وأضاف أنه "عندما يهدد بالحرب على الجبهة اللبنانية يجب أن ينتظر الدمار لدولة الاحتلال أيضا".
- نفاذ صبر واشنطن
من جهته، قال د.خالد المعالي، المختص في الشأن الإسرائيلي، إن "نتنياهو مُصر على إتباع نفس النهج لإطالة آمد الحرب، وذلك لتحقيق مصالحه الشخصية ومصالح حزب الليكود، حيث إن استطلاعات الرأي في دولة الاحتلال تشير إلى تراجع نسبة تأييد نتنياهو وحزبه".
أما فيما يتعلق بالتضارب بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو، يعتقد المعالي أن "أمريكا أعطت فرصة كافية لنتنياهو لتحقيق أهدافه من الحرب، لكن أمريكا نفذ صبرها، لأنها تدفع ثمن كبير بسمعتها وخسارة المليارات بسبب اغلاق باب المندب وزيادة الكره والحقد عليها في العالم".
وأضاف المعالي أن "نتنياهو لجأ لإدعاء أن المقاومة مطالبها تعجيزية لعدم تحمل مسؤولية إتمام الصفقة والتنصل منها، ولكي يتهرب من مواجهة الإدارة الأمريكية التي تسعى للتوصل إلى اتفاق هدنة".
- مفاوضات لتنفيس الضغط
بدوره يرى ايهاب جبارين، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن "نتنياهو يتلاعب بالوقت لإطالة آمد الحرب ولديه غاية شخصية وسياسية أمنية يريد تحقيقها، حيث يوهم الرأي العام العالمي أن هناك ضغوط داخلية حقيقية في الكابينت الإسرائيلي.
وأضاف جبارين أنه في حال دخول نتنياهو المفاوضات لصفقة باريس الثانية، فهو يهدف من وراء ذلك تنفيس الضغط في الشارع الإسرائيلي، والجبهات الأخرى في الضفة الغربية والداخل المحتل، والتلويح بضرورة الاجتياج البري لرفح، يمكن أن يكون استراتيجية خروج من صفقة باريس الثانية وعدم التوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار على قطاع غزة".