نابلس - النجاح الإخباري - أكد د.عبدالله عبدالله، نائب مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، على أن التصويت في مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع القرار الجزائري كانت نتيجته معروفة سلفاً، لأن هذه الحرب تقودها أميركا، خططت لها، أميركا أعطت الضوء الأخضر لها، أميركا زودت السلاح بأشكاله المختلفة من القنابل الذكية إلى غيرها من أجل أن تحقق إسرائيل مبتغاها.
وحول السبل لإيقاف الحرب قال عبدالله في حديث خاص مع "النجاح": من الممكن وقف عمليات الإبادة. لكل شيء نهاية. يعني مهما كانت الآن 137 يوم للحرب ولم يتحقق أي هدف استراتيجي لإسرائيل للقضاء على حماس ولاستعادة المحجوزين في قطاع غزة. ولا أعتقد أن الأيام القليلة القادمة تحمل احتمال تحقيق أي من الهدفين الاستراتيجيين".
"الهدف غير المعلن"
وتابع عبدالله: "والهدف الاستراتيجي غير المعلن هو ترحيل الفلسطينيين. إفراغ قطاع غزة من مواطنيه إما بالقتل أو التهجير.... فبالتالي (فالحكومة الإسرائيلية) ترى أنه على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة إما الخنوع وقبول سيادة إسرائيل وتحكمها في رقابهم، أو أن يغادروا البلاد مختارين، أو أن يواجهوا القتل. وهذا يجري بطبيعة الحال.. فالحرب ليست موجهة ضد حماس وانما ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "في حقيقة الأمر هدم منازل. الآن هناك تجويع مقصود مخطط له. الذي لا يموت بالصاروخ يموت بالجوع والعطش. كل هذه الأمور خطيرة جدا. ولكن نحن نراهن أن هناك وعي يتزايد في الإدارة وفي الشعب الأميركي وسيكون له قول في سياسات الحكومة الأميركية".
وتطرق القيادي في حركة فتح كذلك إلى مسألة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة قائلا: "المساعدات هذه أحجية حقيقة يعني اسرائيل تلعب لعبتها. هي تريد ان تفرغ شمال قطاع غزة. حاولت عسكريا وبعد ما سيطرت لم تسيطر. ما زالت تطلق الصواريخ من شمال قطاع غزة، والمواجهات تحدث شبه يوميا في شمال قطاع غزة. كل هذه الأمور، فهي (إسرائيل) تريد أن تقترب من المناطق في الشمال التي تريد أن تعمل منها منطقة عازلة حسب رؤيتها غير المعلنة أيضا حتى الأن رسميا. هذه حتى هذه لن تنجح".
وشدد على أنه لا بد من إدخال المساعدات، قائلا: "لأن هناك سياسة تجويع يعني هذا الذي يحدث ليس نتيجة حالة طبيعية فيها زلزال أو فيضان وغيره، هذه سياسة لتجويع الشعب فلسطيني وكسر إرادته ولن يحصل ذلك".
وحول الأمور التي تعول عليها القيادة الفلسطينية، قال عبدالله: "نحن يعني على الأقل القيادة الفلسطينية عندما بدأت هذه المعركة كان واضحا أمامنا أن إسرائيل ستستغل هذه الحرب لمحاولة إنهاء الوجود الفلسطيني كقضية سياسية ولإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني، مستذكرة الخرائط التي حملها نتنياهو وسموتريتش في فرنسا ونتنياهو في الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي... ولا وجود لفلسطين في تلك الخارطة، ولذلك كان ينصب الجهد الفلسطيني الرسمي على وقف هذه المجزرة".
ومضى عبدالله عبدالله قائلاً: "ووقف هذا الجنون الإبادة الجماعية والحمد لله في جنوب أفريقيا التي أيضا يعني هي مثلت ضمير الإنسانية كلها عندما تقدمت إلى محكمة العدل الدولية بإجراءات مؤقتة حتى لا يزيد قتل الفلسطيني وسفك دمه بدون مبرر. ومع ذلك إسرائيل لم تلتزم لا في الإجراءات المؤقتة ولا في تخفيف من عدوانيتها المستمرة. لكن سنبقى نضغط ونريد أن تتحرك على الأقل القوى ذات الارتباط ما في المنطقة".
وحول ما أفضى إليه اجتماع القيادة الفلسطينية مؤخرا بقيادة الرئيس عباس، قال نائب مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح: "نحن نحاول رغم كل ما يجري، أمام العالم لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني منقسما، ولا يجوز أن يخرج أي متحدث فلسطيني ويقول إنه بعد المعركة، اليوم التالي، المعركة ستكون معه، فهذا لا يجوز".
وأضاف: "لذلك هناك محاولات لرأب الصدع الفلسطيني الذي للأسف لم ننجح فيه حتى الآن. هناك محاولات بالتدخل مع الدول مباشرة كمصر وقطر باعتبارهن بلديين منخرطين في العملية السياسية في هذه المعركة ومع دول أخرى فاعلة ذات وزن لوقف هذه الهجمة الفاشية الإجرامية التي تريد أن تقضي على أمال شعبنا".
وإن كان هناك أي تواصل مع حركة حماس بشكل مباشر، قال القيادي في حركة فتح: "للأسف مباشر لا، ولكن هناك تواصل نعم، ولن نفقد الأمل.. (نحن أم الولد بالنتيجة) والمشروع الوطني يحتاج دراسة ويحتاج مواقف وحسابات.
وحول الدعوة الروسية لعقد لقاء للفصائل الفلسطينية، قال: "الروس كانوا حريصين وبذلوا جهدا من أكثر من سبع سنوات. منذ العام 2017. والتقت القيادات الفلسطينية أكثر من مرة في موسكو. لكن للأسف. يعني فيه قوى. يعني هي قوى سحرية. هي قوى غيبية. هي قوى تضع دائما العراقيل في وجه وحدة الموقف".
وختم: "وحدة السياسة، وحدة الوطن الفلسطيني، بهذه الطريقة نستطيع أن نحقق شيئا، لكن إن بقينا منقسمين. لن نحقق شيئا، وتكون كل هذه الدماء التي سفكت راحت ببلاش".