شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - أكد الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد أمين حطيط لـ"النجاح" أن حزب الله لن يمنح إسرائيل ورقة ذهبية لحرب مع أميركا، مشدّدًا على بقاء معادلة "الدّم بالدّم".
ويشعل التصعيد الحاصل جنوب لبنان المخاوف من نشوب حرب مفتوحة وواسعة، حيث أشارت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إلى أن "أزمة النزوح تزداد سوءًا، بسبب ارتفاع عدد النازحين، مع اعتماد الكيان الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة واستهدافه للمدنيين والمنازل المأهولة، وتهديده للأهالي المقيمين وسيارات الإسعاف، حتى بات عدد من القرى المتاخمة شبه خال من السكان، في حين ألحقت الاعتداءات أضرارا جسيمة بالممتلكات والمزروعات والبنى التحتية، خاصة شبكتي الكهرباء والمياه".
وكان حزب الله قد أعلن في بيان نشره على موقعه الإلكتروني أمس عن استهدافه لستة مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية للبنان وفي مزارع شبعا المحتلة، ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، على قاعدة "الدم، بالدم".
مواجهة مدروسة وحرب مقيّدة
وقال حطيط إن المقاومة تفرق بين مسارين في مواجهة الإسرائيلي: مسار الضغط العسكري على البنية الدفاعية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية، ومسار العقاب على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين العزل في غزة ولبنان.
وأوضح حطيط أن الحرب المقيدة التي يخوضها حزب الله ضد الإسرائيلي حتى الآن على ضوابطها، وأن الخروج الإسرائيلي من مسرح العمليات وإيذاء المدنيين سيكون له حسابا مستقلا ويستحق العقاب والتأديب.
وأضاف حطيط أن أهداف حزب الله التي جاءت بإطار خدمة الضغط تضامنا مع قطاع غزة ستستمر وتبقى كما هي ضمن استراتيجية المقاومة وقواعدها، وأنه إذا جنح الإسرائيلي لتوسيع المعركة بشكل مختلف في العمق والأهداف سترد المقاومة بالمثل.
وأشار حطيط إلى أن الاستراتيجية المعتمدة في كل جبهة ستبقى على حالها، سواء في اليمن أو العراق أو سوريا أو أي مكان آخر، وأن المقاومة ترفض أن تنجر لتوقيتات نتنياهو ومسرح عملياته، وأنها لن تمنحه ورقة ذهبية لحرب مع أميركا.
وختم حطيط مقابلته بالقول إن المقاومة تخوض معركة عادلة من أجل حقوقها الوطنية، وأنها تعتمد على قوتها وإرادتها وشعبها، وأنها تفضح جرائم الإسرائيلي وتكشف عن إخفاقاته وضعفه.
وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا متزايدًا منذ بدء عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمدنيين في القدس والضفة الغربية.
ويخشى البعض من أن يؤدي التصعيد إلى نشوب حرب مفتوحة وواسعة بين الطرفين، في ظل تحذيرات من تدخل أميركي أو إقليمي في الصراع.
يشار إلى أن حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي تبادلا القصف الصاروخي والمدفعي على الحدود الجنوبية للبنان أمس في تصعيد جديد للتوتر بين الطرفين.
وقال مراسل الجزيرة في لبنان إن حزب الله أطلق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين، فيما شنت طائرات الإسرائيلية غارات على بلدتي يارون وعيتا الشعب في جنوب لبنان.
وأضاف المراسل أن القصف الإسرائيلي أسفر عن سقوط 12 قتيلا و25 جريحا في صفوف المدنيين اللبنانيين، وفقا لمصادر طبية وأمنية، وأجبر مئات العائلات على النزوح من منازلهم، في ظل استهداف الإسرائيلي للبنية التحتية والمزروعات والممتلكات في القرى الجنوبية.