شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - حول التخوفات الإسرائيلية الأمريكية بما يتعلق باستمرارية الحرب وتصعيد محتمل في شهر رمضان ودعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن تكون هناك هدنة مؤقتة على حد تعبيره، قال المحلل السياسي أشرف العكة إنّ الموقف الأميركي متناقض ومتباين وما هو إلا "شراء للوقت".
وأوضح العكة في حديثه لـ"النجاح" أن الحقيقية التي لا يمكن إخفاؤها أن الولايات المتحدة هي الراعي الرسمي للحرب على غزة، وتقدم كل أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري لنتنياهو الذي يريد تأزيم المنطقة وتوسيع دائرة الصراع ويهدد بالتوغل أكثر تجاه رفح بالرغم من كل التحذيرات المرتبطة بالوضع الإنساني الكارثي هناك.
وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول الالتفاف على المواقف الداعية لإقامة دولة فلسطينية، وتدفع لتقويض الأونروا ومحكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، في حين عليها أن تكون حاسمة وواضحة مع نتنياهو الذي يتنصل من أي فعل مجرم قد يقوم به.
وقال إن الإدارتين الأميريكة والإسرائيلية تواجهان انتقادات عارمة في الداخل والخارج على سلوكهما، وأن أميركا تعمل على تقويض مرتكزات النظام العالمي الذي تأسس منذ الحرب العالمية الثانية بفعل هذا الانحياز الأمريكي، وتمارس الانتقائية في التعامل مع النزاعات العالمية والدولية، وفي انتقاداتها لمن يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، وخير شاهد ما جرى في أوكرانيا مع روسيا خلال العامين الماضيين.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إنهاء النزاع بشروط تضمن أمن وتفوق إسرائيل، لإعادة تأكيد مكانتها ودورها، وضمان مكانة إسرائيل كحليف استراتيجي وقائد في المنطقة، لافتًا إلى أن أميركا تواجه أزمات وتراجعات في مواجهة قوى عالمية وإقليمية متنافسة، وتحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجيتها ومقارباتها في الشرق الأوسط.
وأضاف العكة أن الإدارة الأمريكية تريد استغلال النزاع الفلسطيني الإسرائيلي و تحاول تشجيع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، كفرصة استثنائية لإسرائيل للاندماج في المنطقة، وتربط ذلك بوقف الحرب على غزة.
وختم بقوله: "الإدارة الأمريكية لا تملك وصفة سحرية لحل القضية الفلسطينية، ولا تريد الالتزام بحل الدولتين أو الشرعية الدولية".
وأكد العكة أن الشعب الفلسطيني لا يثق بالوعود والتصريحات الأمريكية، لافتًا إلى أن الأمر لا يتطلب إلا قرارًا عمليًّا يفعّل قرارات مجلس الأمن الدولي التي مهَّدت لإدخال المساعدات وتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من المآسي وويلات الحرب.
وختم مقابلته بالقول إن الشعب الفلسطيني يخوض معركة عادلة من أجل حقوقه الوطنية، ويمارس إنسانيته وأخلاقه وقدرته على فضح جرائم العدو، الذي ينطلق من روح قمعية استعلائية.