شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - أثار اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشيخ صالح العاروري أمس الثلاثاء استنكارًا واسعًا على جميع الأصعدة محليًّا ودوليًّا، وترقبا لتأثير هذا الحدث على حلبة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في ظل التصعيد الذي اختارته إسرائيل على الجبهة الشمالية.

وأكد المحلل السياسي د. عقل صلاح أن استشهاد العاروري في لبنان، بعد أن تعرض لعملية اغتيال نفذها الموساد الإسرائيلي بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية، أنّه "حدث جلل وخسارة فادحة” على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ستأجج الجبهة الشمالية.

.واتهم د. صلاح  إسرائيل وأمريكا بالمسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، وانتقد الصمت والتواطؤ الدولي تجاهها.

العاروري: قائد وطني ومجاهد ومناضل بارز

وقال د. صلاح في حديثه لـ"النجاح" إن الشيخ العاروري كان قائدًا وطنيًا ومجاهدًا ومناضلًا بارزًا في حركة حماس، وأنه عاش معه في السجون الإسرائيلية لفترة طويلة، ويدرك خصوصية شخصيته ووحدويته واختلافه عن باقي القادة الفلسطينيين.

وأضاف أن الشيخ العاروري كان صديقا للجميع، وأن خسارته ليست لحماس فقط، بل لكل التنظيمات الفلسطينية، بما في ذلك فتح، التي تحدث عنها الأخ جبريل الرجوب بكلمات معبرة.

“الشيخ العاروري خسارة لكل الشعب الفلسطيني، وليست لحماس فقط، الأخ جبريل الرجوب كان صديقا للعاروري وتحدث أنها خسارة لفتح، نعم وأنا أؤكد أنها خسارة لجميع التنظيمات الفلسطينية”

إسرائيل وأمريكا: شركاء في الاغتيال والتصعيد

وأشار د. صلاح إلى أن إسرائيل وأمريكا هما المسؤولان الرئيسان عن اغتيال العاروري، وأنهما كانا يخططان لهذا العمل منذ سنوات، وأن أمريكا صنفت الشيخ العاروري كإرهابي وعرضت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه. وقال إنَّ إسرائيل تحاول بالاغتيال تصعيد الوضع وإشعال الجبهة الشمالية، وتوسيع رقعة الصراع وتحميل الفلسطينيين الثمن، بالإضافة إلى تحقيق صورة نصر أمام شعبها.

وانتقد الصمت والتواطؤ الدولي تجاه هذه الجريمة، وحمل إسرائيل وأمريكا المسؤولية الكاملة عنها. وقال:

"أمريكا شريكة من ألف إلى الياء. وتقود المعركة سواء بالتخطيط أو بالدعم بالأسلحة وبالمال على المستويين السياسي والدبلوماسي. وتمنح إسرائيل توقيت زمني معين لإنهاء هذه الحرب بشأن الحفاظ على نفسها، ووزن معدتها، بالتزامن مع قرب الانتخابات الأمريكية"

وأوضح د. صلاح أن إسرائيل لم تحقق أي هدف من الحرب على غزة، وأنها فشلت في كسر إرادة المقاومة والشعب الفلسطيني، وأنها تلجأ للحل الدموي كمخرج لها.

وأشار إلى أن إسرائيل وضعت لائحة بأسماء مستهدفة للاغتيال، سواء في الداخل أو الخارج، وأنها تستهدف القيادة التي تدير دفة القضية الفلسطينية في غزة والضفة.

ودعا د. صلاح جميع القادة والمقاومين في التنظيمات الفلسطينية، إلى أخذ الحيطة والحذر، والتعلم من درس الشيخ الشهيد صالح العاروري، الذي استشهد في لبنان بعد أن قاد العديد من العمليات الميدانية والسياسية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إنَّ "العاروي  كان يمثل خطرًا على مشروع الاحتلال الإسرائيلي والتطبيع العربي معه. لذلك، يجب علينا أن نحمي قيادتنا ومقاومتنا من الاغتيالات والمؤامرات، وأن نستمر في نهجه ورسالته، وأن نعمل على تحرير أرضنا وشعبنا من الاحتلال والاستعمار"