شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - في إطار الحرب العدوانية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ ما يقارب ثلاثة شهور، أعلنت قيادته أمس الإثنين عن خطط لتغيير أساليبها وتقليص عدد جنودها، وسحبت دباباتها من بعض أحياء مدينة غزة، فيما قالت وسائل إعلام عبرية إن الجيش يواصل الانسحاب من شمال غزة، وسيتم تسريح قوات إضافية في الأيام القادمة. وأضافت أن الفرقة 98 تقود 7 ألوية في محور خانيونس جنوب القطاع؛ بهدف تحديد مكان الأسرى الإسرائيليين الذين اختطفتهم حركة حماس، وتصفية قيادة الحركة الإسلامية. ويأتي هذا في ظل فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية في غزة، ومواجهة المقاومة الفلسطينية التي تصدت للهجمات الإسرائيلية بشجاعة وصمود.
وفي سياق تحليل انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من بعض محاور في شمال غزة ومدينة غزة، وتركيزها للقتال في خان يونس قال المحلل السياسي طلال عوكل لـ"النجاح" إن هذه الخطوة تعكس الارتباك والفشل الذي يعاني منه الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
وأوضح عوكل إن الانسحابات بدأت منذ ثلاثة أيام وهي عملية تجميع للقوات الإسرائيلية على حدود المنطقة من جميع الجهات لتجنب الانتشار الواسع الذي كبد الاحتلال خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. وأضاف أن الاحتلال يحاول ترتيب أوضاعه الدفاعية لتخفيف الخسائر، وهناك إمكانية تنفيذ ما يقولون عنه المرحلة الثالثة وهي محاولة لاختراق الدفاعات الفلسطينية والوصول إلى أهداف استراتيجية، لكنه أشار إلى أن هناك خلاف في الأقطاب السياسية في حكومة الاحتلال حول هذه المرحلة ومدى جدواها.
وأضاف أن الوقائع تدل على وهم إسرائيل في تحقيق انتصارات أو إنجازات في قطاع غزة أمام الخسائر الكبيرة التي تكبدها الاحتلال واستمرار المقاومة في القتال والصمود. لافتًا إلى أن هناك مرحلة تخفيف تدريجي لحالة التصعيد بتعليمات من الإدارة الأمريكية التي سرحت خمس ألوية من القوات القتالية بادعاء استغنائها عنهم، في حين كانت اسرائيل قد استدعت 360 ألف من جنود الاحتياط.
وأشار عوكل إلى أن إسرائيل تعاني من خسائر هائلة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بسبب الحرب على غزة، وأن هناك عدة عوامل تفسر إجراءات الاحتلال الأخيرة في غزة، إلا أن الارتباك هو سيد الموقف لقيادة الحرب الإسرائيلية التي تحدثت عن هجرة طوعية وقسرية لسكان القطاع، والقضاء على "حماس" واستعادة الرهائن إلا أنها لم تحقق شيئا من طموحاتها على أرض الواقع بل فشلت في كل موقف منذ 7 اكتوبر حتى الآن.
وانتقد عوكل المنظومة الاستخبارية الإسرائيلية ووصفها بالفاشلة بامتياز، وقال إنها تستهدف رسم صورة انتصار غير موجود ولا يمكن تحقيقه، وأنها تعتمد على المعلومات الكاذبة والمضللة.
وعلق على موقف جنوب أفريقيا والدعوة التي رفعتها ضد اسرائيل لارتكابها جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي والتقدم بطلب إرسال قوة حماية دولية، قائلًا إنه موقف مشرف ومهم، لكنه لن يجدي نفعا أمام الفيتو الأمريكي الذي يساند إسرائيل ويساعدها.
وأضاف عوكل أن إسرائيل دولة خارج القانون ولا تتعامل مع منظمة حقوق الإنسان وغيرها، وأن تعزيز الذهاب إلى منصات حقوقية أمر مهم لكنه لا يكفي، وأنه يجب العمل على تحجيم دور أميركا الداعم لإسرائيل وتحريك الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية.