شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - في خبر أثار الغضب والحزن في الشارع الفلسطيني ، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في نابلس عن استشهاد الأسير عبد الرحمن البحش (23 عامًا) من مدينة نابلس، الذي استشهد في سجن النقب الصحراوي في ظروف غامضة وكان قد اعتقل في أيار / 2022 وصدر بحقه حكم بالسجن لثلاث سنوات.
وقال قدورة فارس، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، لـ"النجاح" إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة القتل العمد ضد الأسرى الفلسطينيين ، وأنه خلال الشهرين الماضيين، استشهد سبعة أسرى في السجون الإسرائيلية، دون أن تكشف السلطات الإسرائيلية عن المعلومات الحقيقية عن أسباب استشهادهم.
وأضاف فارس أن هناك إخفاء قصري لمعلومات حول أسرى قطاع غزة، الذين اختطفهم الاحتلال خلال العدوان الأخير ، وأنه لا يعرف عن مصيرهم شيئًا. وأشار إلى تقارير إسرائيلية تتحدث عن خطف ضابط إسرائيلي رضيعة فلسطينية من القطاع بعد أن قتل جنوده عائلتها بالكامل.
وأوضح فارس أنه بعد انتهاء الحرب، ستظهر حقائق مروعة عن الجرائم الكبرى التي ارتكبها الاحتلال ضد الأسرى في السجون، مثل التعذيب والإهمال الطبي والقتل العمد. وأكد أن الهيئة تتابع الموضوع وترفع قضايا قانونية للكشف عن الحقيقة ومحاسبة المسؤولين.
بدوره عبّر رائد عامر ، رئيس نادي الأسير في نابلس، عن حالة الاستنكار والحزن لاستشهاد البحش، الذي ينتمي لكتائب شهداء الأقصى، وأن استشهاده يعتبر إعدامًا سياسيًا من قبل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي تتصرف بعقلية عصابة وتتجاهل القوانين الدولية والإنسانية.
وقال عامر لـ"النجاح" إنَّ نادي الأسير قدم التماسًا لتشريح جثمان الشهيد البحش، وطالب بتسليم جثمانه لذويه ليتم دفنه. وأكد أن الاحتلال يحاول الاحتفاظ بجثامين الشهداء لابتزاز الفلسطينيين ومنعهم من إقامة مراسم الدفن الشرعية.
وطالب عامر بالضغط على الاحتلال للكشف عن مصير أسرى غزة، والإفراج عن جميع الأسرى، ووقف سياسة الإعدام والتعذيب والإهمال الطبي، ومحاسبة المسؤولين عن جرائمهم ضد الأسرى الفلسطينيين.
وأشار عامر إلى أنَّ أهالي الأسرى يعيشون حالة من الترقب والقلق والخوف على أبنائهم، خاصة بعد انقطاعهم عن زيارتهم لمدة ثلاثة أشهر.
ودعا إلى بذل جهود على جميع الأصعدة لوقف العنف الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وحماية حقوق الأسرى، ومنع تطبيق قانون الإعدام الذي يهدد حياتهم.
وكانت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني قد أصدرتا بيانًا مساء أمس الإثنين يعلن استشهاد الأسير عبد الرحمن البحش في سجن مَجِدّو شمالي إسرائيل.
وأضافت المؤسستان في بيانهما أن "إدارة سجون الاحتلال، نفّذت عملية اغتيال جديدة بحق الأسير عبد الرحمن باسم البحش (23 عامًا)، من نابلس في سجن مجدو، وهو معتقل منذ تاريخ 31 مايو/ أيار 2022، ومحكوم بالسّجن لمدة 35 شهرًا".
وقال البيان: إن "البحش هو الشهيد الأول في أول يوم من عام 2024، والسابع في سجون الاحتلال بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى جانب عدد من معتقلي غزة، كان إعلام الاحتلال قد تحدث عن استشهادهم في معسكر "سديه تيمان" في بئر السبع، دون أن يوضح أي تفاصيل حول هوياتهم أو أعدادهم".
وذكر بيان الهيئة والنادي أن سجن مجدو "شكَّل أحد السجون التي شهدت جرائم مروعة، وعمليات تعذيب ممنهجة بحق الأسرى بعد 7 أكتوبر، والذي ارتقى فيه ثلاثة أسرى قبل الأسير البحش".
وأضاف البيان أن "الاحتلال ماض في تنفيذ المزيد من عمليات الاغتيال بحقّ أسرى ومعتقلين في سجونه، إلى جانب جرائم التّعذيب والتّنكيل الممنهجة، والتي تهدف إلى قتلهم بشكل مباشر".
وقال البيان: إن "الشهادات كافة تؤكد أن عمليات التّعذيب والضرب المبرح من قبل وحدات القمع ووحدات خاصة تابعة لجيش الاحتلال، كانت السبب المباشر في استشهادهم".
وحملت المؤسستان "المسؤولية الكاملة إلى الاحتلال وكل القوى الدولية التي تواصل دعمه في استمرار عدوانه الشامل على شعبنا في كافة أماكن تواجده، وكذلك بحقّ أسرانا في سجونه".
وطالبتا " المؤسسات الحقوقية الدولية كافة وعلى رأسها الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، باستعادة دورها اللازم والمطلوب، أمام هذه الجرائم الغير منتهية، والضغط بكل السبل لوقف الجرائم غير المسبوقة بحقّ الأسرى في سجون الاحتلال".
وباستشهاد المعتقل البحش، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 244 شهيدًا، منهم 18 شهيدًا ما يزال الاحتلال يحتجز جثامينهم.
ويذكر أن عدد المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي، أكثر من 7800، منهم أكثر من 2870 معتقلًا إداريًا، بحسب نادي الأسير.
ومنذ اندلاع العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفًا 319 شهيدًا قبل الإعلان عن وفاة البحش، و4910 معتقلًا.