شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - تؤثر الحرب الإسرائيلية على غزة تأثيرًا عميقا على الصعيد الاقتصادي سواء للجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني حيث  تواجه الاقتصادات الإسرائيلية والفلسطينية خسائر فادحة وتحديات كبيرة.

وفي هذا الخصوص أكد المحلل الاقتصادي د. ثابت أبو الروس، أن إسرائيل إضافة لخسائرها البشرية في غزة تكبدت خسائر اقتصادية هائلة أشدها تأثير الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وقرب باب المندب على الاقتصاد الإسرائيلي.

وقال د. ثابت أبو الروس، لـ"النجاح" إن الاقتصاد الإسرائيلي يواجه نزيفًا كبيرًا جراء الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر، وإغلاق مضيق باب المندب، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تؤثر على قطاعات حيوية مثل البناء والسياحة والزراعة والتصدير.

وقال أبو الروس إن الجانب الإسرائيلي لم يتوقع أن يتم إغلاق باب المندب، الذي يعتبر ممرًا مائيًّا استراتيجيًّا يربط بين البحر الأحمر والبحر العربي، ويستخدمه العديد من السفن التجارية والنفطية، مضيفًا أن شركات التأمين رفعت بوليصة التأمين بنسبة 300% بسبب المخاطر التي تواجه السفن في هذه المنطقة.

وأوضح أبو الروس أن بواخر الاحتلال ستضطر إلى طواف رأس الرجاء الصالح، وهو النقطة الجنوبية الأقصى لشبه الجزيرة العربية، حتى تتمكن من الوصول إلى ميناء إيلات عبر البحر المتوسط، ما يزيد من التكاليف والوقت والاستهلاك الوقودي.

وأشار أبو الروس إلى أنَّ المحللين الإسرائيليين قالوا إنهم كانوا يراهنون على الاستقرار السياسي والاقتصادي لجذب المستثمرين، لكن ما حدث شكل عائقًا كبيرًا أمام قطاع الاستثمار لسنوات، متوقعًا أن يشهد الاقتصاد الإسرائيلي تراجعًا في موازنة عام 2024، التي أنهى حساباتها في أكتوبر، بسبب خفض الإيرادات المتوقعة.

وفيما يتعلق بالاقتصاد الفلسطيني في غزة، قال أبو الروس إنه يعاني من ارتفاع الأسعار والحصار الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هناك محدودية في مصادر الدخل والبضائع المتوفرة، وأن بعض التجار يستغلون المواطنين نظراً لندرة المواد وارتفاع حاجتها.

وتطرق إلى الوضع الاقتصادي الراكد في الضفة بقوله: "الناس لا تملك المال بسبب توقف دفع مستحقات المقاصة وانقطاع الرواتب الحكومية، وهناك انقطاع لما لا يقل عن مليار شيكل كان يضخه العمال الفلسطينيون في الداخل، ما أدى إلى حالة فراغ تجاري واقتصادي في السوق".

وناشد أبو الروس الغرف التجارية بلعب الدور الحقيقي من خلال تفعيل الحركة التجارية ودعم التجار وتسهيل وصول الناس إلى المراكز التجارية، محذرًا من أن الأمور ستصبح أسوأ فيما بعد إذا لم يتم التدخل لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني.