شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفرت عن قتل وجرح آلاف الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية، تحدث المحلل السياسي أيمن يوسف عن الدور الأمريكي في دعم إسرائيل ومحاولة تقديم مشروع لإدخال المساعدات إلى غزة تحت إشراف إسرائيل.
وانتقد يوسف هذا المشروع، واصفا إياه بأنه جزء من محاولة لاختراق وقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني.
وأوضح في حديثه لـ ـ"النجاح" أنَّ هناك ضرورة ملحّة لتجميد العلاقة مع أمريكا وتوحيد الصف الفلسطيني لوقف العدوان على غزة، مؤكّدًا أنَّ القرار الأمريكي الذي يهدف إلى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة تحت إشراف إسرائيل يعكس تدخل أمريكي مباشر ودعم أمريكي معلن لإسرائيل في كل جرائمها في قطاع غزة.
وأضاف يوسف أنَّ المساعدات ليست العائق الكبير، بل تكمن الإعاقة في آلية دخولها وعمليات التفتيش و والبروقراطية التي تفرضها إسرائيل على دخول الشاحنات عبر معبر رفح، وهو المعبر البري الوحيد لغزة مع الخارج. ولن تصل المساعدات عبر رفح إلى كامل القطاع".
واستعرض يوسف عدة اعتبارات تفسر الدعم الأمريكي لإسرائيل، منها أن إسرائيل هي مصلحة أمريكية استراتيجية منذ الحرب العالمية الثانية، وأن إسرائيل تستغل التناقضات داخل الإدارات الأمريكية المهزوزة والمتقلبة، وأن الوجود الإسرائيلي في الشرق الأوسط يدعم مصالح أمريكا أمام الأعداء والخصوم ويمنع أي تواجد للصين أو روسيا.
وقال يوسف إن أمريكا تنتظر أي صورة نصر لإسرائيل، وطبعا تحاول أن تنتقل في إسرائيل من عمليات كبرى وحرب مدمرة إلى عمليات محدودة والاكتفاء بعمليات تكتيكية واستخباراتية ضمن ما يسمى "خفض التصعيد". وقال: "بالتالي أمريكا تدعم إسرائيل لإنقاذها من "حالة انتحار استراتيجي في قطاع غزة، حيث لم تحقق أهدافا رغم مرور 77 يوما لذلك تراقبها كأنها طفل مدلل يحاول أن يؤذي نفسه".
وأكد يوسف أن أمريكا تراقب المشهد وتبتكر آليات جديدة للتعامل مع الميدان في غزة، وهذا يؤكد أن أمريكا من يقود المعركة.
وحول توقعات حدوث تغييرات قريبة قال: "للتغير مخاضات، ولن يحدث على المستقبل القريب غزة تركت وحدها فالمقاومة التي تأتي من اليمن ولبنان رمزية ولم يتم تشكيل تحالف دولي للضغط على أمريكا وإسرائيل وحتى الأصوات العالمية ضعيفة التأثير، ولم تنتقل من مرحلة التصريح إلى مرحلة الفعل التي تقتضي الضغط الاقتصادي وممارسة الأدوات الأخرى".
وقال يوسف إ"ن هذا لن يحدث إلا إذا تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة أو ارتكبت حماقة عظمى مثل إزالة منطقة كاملة، أو إبادة آلاف الشهداء مرة واحدة، وانتظار أمريكا لإنزالها عن الشجرة".