نابلس - النجاح الإخباري - قال مراسلنا في مخيم جباليا عبد الهادي عوكل لإذاعة النجاح اليوم الخميس، إن الأوضاع في القطاع كارثية وأنهم أمام "مجاعة حقيقية".

وتابع في إطار وصف  تطورات الأوضاع في عدوان الاحتلال المتواصل على غزة في يومه الـ69، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال لازالت تتوغل في محافظة شمال قطاع غزة، حيث وصلت لوسط مخيم جباليا، لكن بقي الوسط الأخير منه لم تصل إليه بعد، وبقيت اجزاء من المخيم لم يصلها الحتلال.

وأضاف: أن قوات الاحتلال كانت قد انسحبت يوم أمس من وسط مخيم جباليا باتجاه حدود الفالوجة، بعد ان شهد المخيم ليلة صعبة وعنيفة في ظل تواصل قصف مدفعيات الاحتلال واستهدافها لمنازل المواطنين بالقذائف.

ونوّه ان من تبقى من مواطنين في المخيم أجبروا للنزوح لمراكز الإيواء الستة الموجودة في جباليا نتيجة القصف المتواصل، وهي مراكز إيواء لم يصل إليها الحتلال بعد، مشيرا إلى أن بقية مراكز الإيواء في شمال القطاع وصلها الاحتلال وأجبر النازحين فيها إلى الخروج والبحث عن مناطق إيواء أخرى.

وأشار عوكل إلى قصف الاحتلال لمدرسة أبو حسين التي تحوي آلاف النازحين، حيث ارتقى شهداء وسط المدرسة نتيجة قصف المدفعية، في ظل تساقط الأمطار واختلاط دم الشهداء بالمياه وبمياه الصرف الصحي وغرق المنطقة، بعد ان وصلت المياه لنصف متر، الامر الذي أجبر النازحين للبحث عن مناطق أخرى.

أهالي جباليا وشمال غزة يواجهون مجاعة حقيقية

أكد عوكل أن المواطنون في شمال القطاع يحاولون تدبير أمورهم الحياتية رغم قلة الإماكنيات و بما هو متاح، ونقل تحذيرات القائمين على مراكز الإيواء، من مجاعة انسانية حقيقة لعدم وصول احتياجات المواطنين الأساسية من مساعدات لمناطق الشمال، وان كل مادخل من مساعدات فترة الهدنة كانت أمور بسيطة استنزفت بسرعة.

وكان قد شاهد وسمع إمرأة في مركز الإيواء تطلع الطعام لأطفالها الذين لم يأكلوا منذ ثلاثة أيام.

كما تحدث عن الامراض الجلدية وامراض السحايا بين الأطفال وحالات الإسهال الشديد والتقيء بين جموع النازحين في مراكز الإيواء، نتيجة عدم وجود رعاية طبية وشرب مياه غير صالحة للشرب، وهي مياه جوفية بحاجة إلى تكرير لكن الاحتلال استهدف كافة محطات التحلية في الشمال.

وأشار عوكل، إلى أن هناك إصابات بحاجة لمن يطببها في مراكز الإيواء ولا يوجد سوى بعض الإسعافات الأولية من قبل متطوعين، أما الإصابات الصعبة فتبقى تنزف جروحهم حتى الشهادة.

أوضاع صحية كارثية في مستشفى كمال عدوان

قال مراسلنا عن انتهاكات قوات الاحتلال واعتداءاتهم بحق الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان بالأمس، حيث أجبر الاحتلال بعض الكوادر الطبية المتبقية في المستشفى المحاصر منذ أسبوع، على نزع ملابسهم في البرد القارس، وتعمد ضربهم وتعذيبهم وإهانتهم.

وأمد أن هناك عشرات الشهداء مازالت جثامينهم في الشوارع في حي تل الزعتر بعد قنصهم من قبل الاحتلال أثناء محاولاتهم العودة لمنازلهم التي نزحوا منها وقت القصف، ولا احد يستطيع الوصول لهذه الجثامين.

معاناة زميلنا الصحفي عبد الهادي عوكل في مخيم جباليا وخيار النزوح أو البقاء

على الصعيد الشخصي تعرض زميلنا ومراسلنا عبد الهادي عوكل لخيارين كلاهما مر.

حيث فضل البقاء في منزله وسط مخيم جباليا على النزوح لمراكز الإيواء المكتظة والتي تتفشى فيها الأمراض ولا تتوفر فيها البيئة الصحية المناسبة لاوضاع أطفاله المرضى.

ولكن اضطر للنزوح عدة أيام لمركز إيواء بعد قصف طال منزل جاره الصحفي أنس الشريف مراسل الجزيرة الذي استهدف الاحتلال منزله بالقصف واستشهد على إثرها والده.

وتابع عوكل أنه لم يتحمل البقاء في مركز الإيواء وعاد لمنزله وأزال ركام الجدران التي تأثرت في القصف، ووضع ألواح الزينكو ليتمكن البقاء في منزله.

كما أن زوجة اخيه وأولادها أصيبوا في هذا القصف الذي طال منزل جيرانه، ولكنه يؤكد أن وضعهم أفضل من غيرهم ممن لم يصيبوا في هذه الحرب.