نابلس - النجاح الإخباري - قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة الرائد محمود بصل لإذاعة صوت النجاح، "إن الهدنة الإنسانية المؤقتة كشفت حجم المجازر الدموية والمأساوية التي حدثت في القطاع، حيث إن حجم الدمار كان هائلاً ومروعاً، وبفعل هذه الحرب أعيدت غزة إلى الخلف عشرات السنين".
وأضاف بصل للنجاح، "هناك العديد من المناطق في غزة لم تعد صالحة للسكن، في ظل تسوية العديد من المباني والعمارات والأبراج بالأرض بشكلٍ ملحوظٍ ومتعمدٍ ومدروس، مع تدميرٍ شامل للبنية التحتية، وانعدام مقومات الحياة من ماءٍ وكهرباء ووقود ومواد طبية وإغاثية"
وحول جهود طواقم الدفاع المدني المتواصلة منذ بدء التهدئة المؤقتة، بين بصل بأن الطواقم عملت على انتشال بعض الجثث المتواجدة في الطرقات والشوارع في الشمال وبالتعاون مع الجهات الشريكة، وتم انتشال ما يقارب 150 شهيداً وهي جثث متحللة لأطفال ونساء وكبار في السن.
وذكر بصل للنجاح، بأن هناك العديد من الجثث المتراكمة بمحيط مستشفيات القدس والرنتيسي والعيون، لكن طواقم الدفاع المدني لم تتمكن من انتشالها في ظل تمركز الاحتلال بهذه المناطق ومحاصرتها.
وأشار بصل إلى الصعوبات التي تواجههم وتعرقل من استمرارية عملهم المتمثلة بانعدام المعدات والإمكانيات للعمل على انتشال الشهداء، حيث أن غالبيتها خرجت عن الخدمة في ظل استهداف الاحتلال لها، ولم يتبقَ سوى حفار واحد في منطقة الشمال لا يعمل في ظل انعدام الوقود.
وأكد بصل أنه حتى الآن لم يصل الدفاع المدني أي لتر واحد من السولار يمكنهم من استكمال عملهم،
مستدركاً حديثه بالقول "بسبب غياب الوقود والمعدات الثقيلة لم نتمكن حتى الآن من انتشال أي جثة من تحت أنقاض المنازل وهي جثث متحللة بعد 50 يوماً من الحرب المدمرة".
وفيما يتعلق بالاستهداف المتعمد لطواقم الدفاع المدني أثناء قيامها بواجبها الإنساني، بين بصل أن لديهم ما يقارب 25 شهيداً منذ بدء الحرب إلى جانب 100 مصاب، و4 معتقلين لم يعرف مصيرهم حتى اللحظة، مؤكداً بأن الاحتلال لم يفرق بين أحد ومارس عمليات إعدام ميدانية بحق المدنيين والطواقم الطبية.
هذا ودعا بصل إلى ضرورة التدخل العربي والدولي العاجل لإدخال طواقم من الدفاع المدني تساعدهم في عمليات انتشال الشهداء وفي المهام الملقاة على عاتقهم، للتخفيف من حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة برمته.
يجدر الإشارة إلى أن الهدنة الإنسانية المؤقتة المتفق عليها بين دولة الاحتلال والمقاومة في غزة دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضية وتنتهي مساء الإثنين، وتقضي بإدخال 200 شاحنة محملة بالمستلزمات الإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع، مقابل إطلاق 50 محتجزا في غزة، والإفراج عن 150 أسيرا فلسطينياً من السجون الاحتلال.