شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - قال الكاتب والمحلل السياسي نظير مجلي، اليوم السبت إن إسرائيل تحاول إخفاء جرائمها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتحيط عملياتها العسكرية بالضبابية، لتجنب الانتقادات والضغوط الدولية. وأضاف أن أهل غزة يتفهمون تمامًا ما يجري، ويصمدون بوجه العدوان بكل شجاعة وصمود.
وأوضح مجلي لـ:"النجاح" أن ما تسميه إسرائيل بعملية برية متدحرجة هو في الحقيقة اجتياح بري تدريجي، يهدف إلى فرض شروطها على المقاومة الفلسطينية في قضية تبادل الأسرى، التي ترى فيها أن مطالب "حماس" مبالغ فيها، لافتا إلى إن إسرائيل تمارس ضغوطًا كبيرة على المقاومة، رغم أن الورقة الرابحة بيد حماس، التي تمتلك 229 أسيرًا إسرائيليًّا.
وقال مجلي إن إسرائيل تستخدم الدبابات والطائرات لتدمير منازل ومزارع ومصانع في غزة، لكنها لا تجرؤ على نزول جنودها على الأرض والقتال بأنفسهم، خوفًا من خسائر كبيرة. وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تسيطر على سبع مستوطنات إسرائيلية، وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والآليات.
وذكر مجلي أن إسرائيل تحاول استعادة هيبتها وصورتها أمام العالم، بعد أن فشلت في كسر إرادة المقاومة وإخضاعها. وقال إنها تسابق الزمن لتحقيق بعض الإنجازات قبل الوصول إلى هدنة أو صفقة تبادل مع الفلسطينيين. وأضاف أنها بدأت بالعمل العسكري دون خطة مدروسة، وستخضع في النهاية لشروط المقاومة.
وأشار مجلي إلى أن إسرائيل بقطعخا غزة عن العالم من خلال قطع الاتصالات والإنترنت له أكثر من هدف. أولًا، هي تحاول إخفاء جرائمها ضد المدنيين والبنية التحتية في غزة، وثانيًا، تحاول إخفاء فشلها في مواجهة المقاومة، وثالثًا، تحاول إضعاف قدرات المقاومة في التخطيط والتنسيق.
وأوضح أن المقاومة واعية تمامًا لخطوات الاحتلال، ولا تعتمد على هذه الاتصالات، بل تستخدم طرقًا بديلة، لافتا إلى أن هذه الإجراءات تؤثر على المواطن المدني وتهز معنوياته، وتزيد من حجم المآسي وجرائم الحرب في غزة.
وقال مجلي إن هناك جمهورًا إسرائيليًا واسعًا يناصر العملية البرية ويلتف حول الجيش الإسرائيلي، ويدعو إلى إبادة حماس. مؤكّدًا: "هذا الجمهور يعاني من الوهم والغباء؛ لأن حماس ليست مجرد حركة بل هي أيدولوجية وعقيدة من الصعب إنهائها". وأشار إلى أن هناك أيضًا دعوات لمظاهرات ضد نتنياهو ودفعه للاستقالة، بسبب فشله في إدارة الحرب.
وأكد مجلي أن السياسة التي اتبعها الاحتلال مؤخرًا، والتي شجعت على عربدة المستوطنين في القدس والضفة، هي التي خلقت هذه الأزمة، وأشعلت فتيل المقاومة. وقال إن الاحتلال لم يعد حساباته حتى اللحظة، ولا يزال يصر على سياسة العنف والقمع. ودعا إلى تغيير هذه السياسة، والانصياع للشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال والاستيطان.