نابلس - النجاح الإخباري - قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله محمد الفتياني لإذاعة صوت النجاح، إن الواقع في غزة بعد مرور سبعة عشرَ يوماً من الحرب المتواصلة، يصنف بأنه كارثيّ من الناحية الإنسانية، حيث تشهد القطاعات الصحية والإغاثية إنهياراً كبيراً في ظل نقصٍ في المعدات الطبية والارتفاع المهول في أعداد الشهداء والإصابات غير المتوقع، إلى جانب إنهاك الطواقم الطبية التي تواصل الليل بالنهار لآداء مهامها والقيام بواجبها الإنساني تجاه المدنيين، وغيابهم عن عائلاتهم دون معرفة مصيرهم.
وذكر الفتياني، بأن أزمة المستشفيات تتفاقم في ظل إنذارات الإخلاء التي تتلقاها من قبل الاحتلال، وقد أُنذر مؤخراً مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني والذي يضم أكثر من 400 مصاب غالبيتهم في غرف العناية المكثفة، إلى جانب أكثر من 12 ألف نازح تقطعت بهم السبل.
وأضاف الفتياني، بأن سيارات الإسعاف تواجه معيقات جمة في نقل أعداد الإصابات الكبير، بسبب تدمير الطرق وعدم القدرة على أخذ البلاغات كافة في ظل التشويش الحاصل على أرقام الإتصال المجانية وأجهزة الإتصال اللاسلكي بين سيارات الإسعاف.
وأشار المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن الطواقم تعمل ما بوسعها لإدخال المساعدات لغزة، وبذلت جهود خلال الأيام الماضية بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري أسفرت عن إدخال 34 شاحنة محملة بالمساعدات الطبية والغذائية ومياه الشرب وتم تسليمهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتوزيعها، واستدرك الفتياني حديثه"هذه المساعدات قليلة جداً لكن نتمنى أن تكون بارقة أمل لإدخال المزيد منها لإنقاذ الوضع الكارثي في غزة"
وأضاف "نضغط في الهلال الأحمر وبالتعاون مع الصليب الأحمر وشركائنا في المؤسسات والمنظمات الدولية نضغط بشكل متواصل من أجل فتح معبر آمن لادخال القوافل والمساعدات واعطاء حماية للطواقم الطبية"
وفيما يتعلق بواقع الأطفال في غزة، والتأثير النفسي والإجتماعي عليهم في ظل صعوبة الحرب، بين الفتياتي بأن فريق الدعم النفسي في الهلال الأحمر يعمل مع الأطفال الذين فقدوا جزء من عائلاتهم أو تضرروا نفسياً من هول المشاهد لإخراجهم من هذه الضائقة، لكنهم بحاجة لمراحل طويلة من العلاج في ظل صعوبة الأوضاع.
أما حول النازحين إلى مراكز الإيواء قال الفتياني، "إن أعداد النازحين تفوق القدرة الإستيعابية للمراكز التي تستقبلهم، ونحاول قدر الإمكان أن نوفر للنازحين في الهلال الأحمر الإمكانيات الممكنة التي تضمن سلامتهم"
فيما حذر الفتياتي من التخوفات حول انتشار الأمراض حيث تم الإبلاغ عن 1300 شخص مفقود تحت الأنقاض وهذا ينذر بتحلل الجثث وانتشار الأمراض، إضافة لتلوث المياه نتيجة ضرب المباني المتواصل وشبكات الصرف الصحي، والإزحام في مراكز الإيواء.