نابلس - النجاح الإخباري - في إطار حملة التوعية والمناصرة حول قضايا الطفولة المبكرة، ضمن حملة (الألف يوم الأولى) والتي ينظمها معهد النجاح الفلسطيني للطفولة، استضاف برنامج صباح فلسطين والذي يبث يومياً عبر إذاعة صوت النجاح الاختصاصية النفسية لوما ترزي للحديث في هذا الإطار بشكلٍ موسع.

وحول التربية السليمة للطفل من عمر يوم حتى 3 سنوات أشارت الاختصاصية ترزي، أن متابعة الأمر النفسي للطفل في هذه المرحلة مهم للغاية حيث أن تطور الدماغ وتفاعله مع بيئته أساس هذه المرحلة، وعلى الأهل الانتباه إلى النمو الطبيعي للطفل وامكانياته من خلال تعاملهم معه، حيث أن الطفل يبني علاقته مع الآخر المتمثلة بوالديه ومن حوله، وكل ما يتصرفونه يؤثر على تكوين شخصيته لاحقاً.

وذكرت ترزي بأنه على سبيل المثال، استخدم الأهل للغة مجتزأة وغير صحيحة، سيعرض الطفل إلى التأخر في تكوين الأسلوب والحوار مع الآخرين، والاعاقة من نموه اللغوي، كما أن العلاقة العاطفية بين الطفل وبيئته ضرورية جداً مع عدم بناء علاقة اتكالية، حتى لا يجد الأطفال صعوبة بالانتقال والانفصال عن ذويهم عند الانتقال إلى الصفوف الدنيا.

وحول الحديث مع الطفل بين اللغة العامية في المنزل والفصحى في الروضة والمدارس، ذكرت ترزي بأن هناك الكثير من الأطفال بحاجة إلى استخدام أكثر من لهجة خاصةً من الصغر، وتستطيع الدماغ التفرقة بين اللغات ووقت استخدامها، والطفل حتى عمر سنتين يكون لديه ما يقارب 2500 كلمة وصوت من مخزونه اللغوي، مؤكدةً بان اللغة هي ممارسة واكتساب.

ونوهت ترزي، بأن كمية الحوار أصبحت ضئيلة بين الاهل والأطفال نتيجة لضغوطات الحياة، كما أن تعرض الطفل للذين من حوله قد قل بسبب انحسار العلاقات الاجتماعية، الامر الذي جعل الأطفال غير قادرين في التعبير عن أنفسهم. 

وبينت ترزي بأن أسلوب التربية سابقاً اختلف عن اليوم، حيث أن العالم الخارجي اليوم أصبح يتدخل بتربية الاطفال، والذي يحميهم هو أساس التربية من الأهل بالبقاء على الثوابت، وعدم الاقتراب نحو الخطوط الحمر الممنوعة.