نابلس - النجاح الإخباري - تمارا حبايبة _ يشهد سعر صرف الدولار الأمريكي ارتفاعاً مقابل الشيقل الإسرائيلي والعملات الأخرى بفعل زيادة الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي، والمشاكل الداخلية في "إسرائيل"، وهو ما أدى إلى إلحاق الضرر بالمقترضين من البنوك، حيث وصل سعر الصرف اليوم الأربعاء 3.75 شيقل للدولار.
وفي حديث خاص مع الدكتور سامح العطعوط المحاضر في كلية الاقتصاد بجامعة النجاح الوطنية، أوضح أن التقلبات في أسعار صرف العملات وخاصة الدولار مقابل الشيقل الإسرائيلي والتي شهدت قفزات كبيرة في الأيام الماضية، سببها عدة عوامل إقليمية ودولية، أبرزها الأزمة السياسية والقضائية في إسرائيل، والخوف من تخفيض التصنيف الائتماني لها، والهروب من الشيكل إلى عملات أخرى. إضافة إلى البيانات السلبية التي جاءت من الصين، والتي أثارت قلق المستثمرين حول انهيار شركات عقارية كبيرة، والتي دفعت بالبنك المركزي الصيني إلى خفض الفائدة بشكل مفاجئ، إلى جانب اجتماع جاكسون هول، والذي يجمع كافة محافظي البنوك المركزية المهمة في العالم، والذي ينتظر منه تصريح مهم من جيرم بويل، محافظة البنك المركزي الأمريكي، حول سياسة رفع الفائدة لمكافحة التضخم.
وأشار الخبير الاقتصادي د. العطعوط إلى أن هذه التقلبات لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد الفلسطيني، وخاصة على المستهلك والتجار. موضحاً أن ارتفاع أسعار الفوائد يؤدي إلى تآكل رواتب المواطنين، وانخفاض قدرتهم على الإنفاق، وانخفاض حجم التجارة. مضيفاً أن استمرار هذه المشاكل قد يؤدي إلى انخفاض معدلات النمو في نهاية عام 2023.
وأوصى بضرورة اتخاذ إجراءات احترازية من قبل المستثمرين والمستهلكين لحماية أموالهم من التذبذبات. وقال إنه يجب على المستثمرين توزيع محافظهم بشكل متوازن بين عدة عملات، وعلى المستهلكين تجنب التورط في قروض ذات فائدة مرتفعة. كما دعا إلى ضرورة تشجيع الإنتاج المحلي والتصدير إلى أسواق جديدة.
وتوقع الدكتور العطعوط أن تستمر التقلبات في أسعار العملات خلال الفترة القادمة، وأن تتأثر بالبيانات الاقتصادية والسياسية المحلية والدولية. وقال إنه يجب على المستثمرين والمستهلكين متابعة هذه التطورات بحذر، وأن يحموا أموالهم من التذبذبات.
ويرى العطعوط أن العام القادم ٢٠٢٤ سيكون عام ضعف الدولار وعام سيلمع فيه الذهب والمعادن الأخرى بشكل بارز.