نابلس - خاص - النجاح الإخباري - أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما في ذلك اغتيال عدد من قادة الجهاد الإسلامي، له أبعاد تتصل بسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية وببرنامجها.
وقال مجدلاني في تصريحات لـ"االنجاح الإخباري": إن "هذه العوامل الحاسمة وهذا القرار الذي اتخذ من تنفيذ العدوان سواء في نابلس أو غزة في آن واحد، هو محاولة احتواء الأزمة الداخلية في الائتلاف الحكومي ما بين نتنياهو وبن غفير، وأيضاً لتهدئة الأجواء لأنه لا يوجد أي طرف له مصلحة من أطراف الائتلاف الحكومي في دفع الأمور للانفجار وفرط عقد هذا التحالف".
وأضاف أن "الجانب الإسرائيلي لديه مصلحة محدودة في التصعيد، لكن لم يذهب إلى أبعد مدى، وهو وجّه ضربة ويريد أن يحتوي الآن نتائج هذه الضربة من خلال توجيه رسائل لحركة حماس، بأنهم ليس هم المستهدفين وأيضاً يوجه تحذيرات لحماس بما أنها حكومة الأمر الواقع في غزة عليها أن تتحمل المسؤولية الأمنية كاملة".
ويرى مجدلاني أن ردود الأفعال على جريمة الاغتيال والعدوان الإسرائيلي على غزة قد تكون بشكل محدود، أو تنتقل إلى الضفة الغربية، وسنشهد بموازاة التصعيد الإسرائيلي اليومي، وربما تكون ردود من حركة الجهاد الإسلامي بدعم من حماس، مردفاً " لكن واضح تماماً أنه لا مصلحة لحركة حماس لتصعيد الموقف من قطاع غزة".
خطاب الرئيس عباس
وبشأن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالأمم المتحدة في ذكرى النكبة، قال مجدلاني: "لأول مرة منذ نكبة الشعب الفلسطيني في 15 أيار عام 1948 تعترف الأمم المتحدة بأن قيام دولة إسرائيل على حساب وأنقاض الشعب الفلسطيني شكّل نكبة للشعب الفلسطيني، وهذا اعتراف للرواية الفلسطينية وبالتاريخ الفلسطيني، بأن فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب حتى تدّعي إسرائيل بأنها أقامت دولتها الاستيطانية الكولنيالية عليها، وإنما أقامتها على حساب تفجير أكثر من 900 ألف فلسطيني".
وتابع: "خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة يوم 15 أيار، وسيترافق مع هذا الخطاب فعاليات في كافة أنحاء العالم، لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في العودة في آن واحد"، مشيراً إلى أن الفعاليات الشعبية ستنطلق في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بنفس التوقيت.
ولفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى أنه سيكون هناك فعاليات في الشتات الفلسطيني في سوريا ومصر ولبنان والجزائر ومعظم البلدان العربية بما في ذلك في أوروبا والأميركتين وكندا، مشدداً على أن هذه فرصة لإعادة تأكيد حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد أن خطاب الرئيس الفلسطيني سيركّز على الرواية التاريخية الفلسطينية وعلى النكبة وأبعادها السياسية والاجتماعية التي شتّت النسيج الاجتماعي والسياسي للشعب الفلسطيني، وأزاحته عن أرضه وأزاحت كيانيته السياسية التي كانت قائمة في عهد الانتداب البريطاني.
وزاد القول: إن "هذا سيؤرخ ويؤسس مستقبلاً لأن تعتبر الأمم المتحدة هذا اليوم في كل عام، ذكرى النكبة هي من الفعاليات التي تقيمها الجمعية العامة للأمم المتحدة".
تشاور أردني فلسطيني
وأكد مجدلاني أن هناك تشاور دائم بين الأردن وفلسطين على أعلى مستوى في كل القضايا المشتركة، منوهاً إلى أن الرئيس عباس يتواجد الآن في الأردن وستكون قضية القدس لها مركزية وأولوية في اجتماعات الطرفين، خاصة في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى، خاصة أن هذه المحاورات قبل القمة العربية التي ستعقد في المملكة العربية السعودية.
وأوضح أن "الأشقاء في المملكة العربية السعودية جلالة الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، استطاعوا لحد كبير تهيئة المناخات الضرورية وتنقية الأجواء العربية العربية قبل عقد القمة؛ لضمان قمة ناجحة ونتائج إيجابية تستطيع أن تفتح آفاق جديدة للعلاقات العربية العربية، في ضوء تهدئة الموقف الإقليمي من خلال نجاح الوساطة والمبادرة الصينية في التوافق ما بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وقال: "أن الآن في ضوء إضفاء العديد من بؤر التوتر في المنطقة العربية وخاصة عودة سوريا للجامعة العربية، ومحاولة احتواء الموقف في لبنان واليمن أيضاً، أن يكون مدخل مهم لإعادة اعتبار القضية الفلسطينية باعتبارها قضية ذات أولوية".
وشدد مجدلاني على ضرورة التمسك بمبادرة السلام العربية التي تقوم على أساس دعم الموقف الفلسطيني، وأن يكون الاعتراف والتطبيع مع إسرائيل ليس قبل وإنما بعد قيام الدولة الفلسطينية، لافتاً إلى أن هذا سيساعد على كبح جماح الهرولة لدى البعض للتطبيع مع إسرائيل.