غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - حذّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من التعامل مع منطق التهدئة طويلة الأمد التي يحاول أن يروّج لها الاحتلال الإسرائيلي عبر قنواته ووسائله الاعلامية مع قطاع غزة، مشددة على أنه من "الخطأ السياسي" الانجرار مع الاحتلال على قاعدة "الهدنة".
واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، كايد الغول، صباح اليوم السبت، أن حديث الاحتلال "الإسرائيلي" عن برنامج مساعدات كبير لقطاع غزة بينه وبين قطر؛ منعا لأي تصعيد قادم أو لبحث تهدئة طويلة الامد، محاولة لامتصاص غضب الشارع الفلسطيني على ما يجري بحق الأسير ماهر الأخرس والأسرى في سجون الاحتلال، وسياسات الاحتلال المتعاقبة بحق شعبنا الفلسطيني.
وقال الغول في تصريحٍ خاص لـ "النجاح الاخباري": إن "الاحتلال الإسرائيلي يقدم هذه الجزرة (ورقة الهدنة) للفلسطينيين دون أن يلتزم بها"، مشيراً إلى أنه سبق في مراحل عديدة إجراء تفاهمات على تخفيف الحصار عن قطاع غزة دون التزام الاحتلال بها.
وأضاف أن "هذه التفاهمات كانت من خلال تقديم مشاريع لغزة وتأمين دخول آلاف العمال للمناطق الصناعية وتوسعة مساحة الصيد لمسافات أبعد في البحر، وكلها كانت تذهب أدراج الرياح"، مؤكداً أن "إسرائيل" أرادت أن تجعل من هذه القضايا أدوات ضغط دائمة على سكان القطاع وأداة ابتزاز لقوى المقاومة.
وشدد على "أننا لسنا أمام التعامل بجدية مع مثل هذه التصريحات، وسبق أن حذّرت الجبهة الشعبية من التعامل مع منطق التهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال "الإسرائيلي"، لأنه من الخطأ السياسي الانجرار لهذا المربع لأننا نخوض صراع دائم مع الاحتلال الذي يشدد إجراءاته في مدينة القدس المحتلة ويزيد من الاستيطان ومحاولة فرض تصوره لحل الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" بعيداً أي تفوق سياسي للفلسطينيين".
وذكر الغول أن تجارب الشعوب التي كانت تتحدث عن تهدئة في إطار توفير مناخ لانسحاب الاحتلال من الاراضي المحتلة، مستطرداً "لكن ما دام الاحتلال متواجد في الأراضي المحتلة ويمارس كل سياساته القمعية التي تعمق من احتلال الاراضي الفلسطينية، فهذا يستوجب دوام الصراع معه، صراعا مفتوحا شاملاً ويتم إدارته ارتباطا بكل الاحداث السياسية".
وتابع: أن "اسرائيل تحاول أن تجعل من الهدنة قيد على الفلسطينيين في مقاومة سياساتها ووجودها على الأراضي الفلسطينية"، داعياً في ذات الوقت القوى التي تتعامل مع موضوع الهدنة إلى إعادة النظر باعتبار أن هذا الأمر قد استنزف وثبت عدم جدواه وعدم احترام العدو لأي تفاهمات حصلت معه واتضاح الهدف الذي يريده الاحتلال.
وحول تحسين الوضع المتردي في قطاع غزة في ظل الحصار "الإسرائيلي" القائم لأكثر من 13 عاماً، جدد عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية على ضرورة معالجة الوضع القائم في قطاع غزة، نافياً في الوقت ذاته أنه يكون هذا الوضع بسبب رفض الفلسطينيين للهدنة أو نتيجة مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال فقط.
وقال: إنما "هو سياسة "إسرائيلية" تحاول لفرض مزيد من القوة على الفلسطينيين متوهمة أن هذا يخضعهم ويقودهم على الاستسلام، ويجب أن نتعامل بطريقة مغايرة تماما على قاعدة الصمود وتوفير احتياجات الناس وإنهاء الانقسام الذي من شأنه أن يساهم في تخفيف هذا الأمر".
وأضاف: "ما دام الاحتلال قائما ستبقى إجراءاته قائمة بهدف إضعاف حالة الصمود للشعب الفلسطيني ومحاولات تمرير تصفية القضية الفلسطينية"، لافتاً إلى أنه على هذا الأساس يجب أن يتم تسويق السياسات والبحث عن الوسائل التي تمكنا من أفضل استثمار للمقدرات التي نمتلكها، وتوزيع الأعباء على الشعب الفلسطيني والعمل على استثمار على كل ما يمكن استثماره في سبيل تخفيف هذه المعاناة.
وجدد الغول تأكيده على ضرورة الاقتناع من الجميع على أن هذه المعاناة لم تنتهِ إلا بانتهاء الاحتلال، ولذلك إنهاء الاحتلال ومقاومته هي التي ستنهي معاناة الشعب الفلسطيني. وفق تصوره.
وكانت صحيفة معاريف العبرية، زعمت أمس الجمعة، أن برنامج مساعدات كبير لقطاع غزة، سيتم بين الاحتلال "الإسرائيلي" وقطر، منعاً لأي تصعيد قادم في القطاع، مشيرة إلى أن الاحتلال معني بإحداث حالة من الهدوء طويل الأمد وليس لفترة قصيرة مع غزة، وأن قطر شريكته في المحادثات التي تجري مع حماس برفقة دول أخرى.
وأكدت "معاريف" أن الاحتلال يضغط من أجل تسوية طويلة مع حماس في غزة، مبينة أنه جرت في الأسابيع الأخيرة محادثات ولقاءات على مستويات مختلفة مع قطر، لبناء برنامج دعم كبير للمساعدات الانسانية لإنعاش الاقتصاد في غزة.
وتوصل مراسل "النجاح الاخباري" مع العديد من قيادة حركة حماس التي رفضت التعقيب على هذا الموضوع، إلا أن مصدر مسؤول من الحركة رفض الكشف عن هويته رد بجملة واحدة فقط أن "الأيام القادمة ستحمل الخير والسعادة"، دون تفاصيل.
وكان رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، صرّح مراراً في وقت سابق أن قطر أرسلت ملايين الدولارات إلى غزة لضمان ترسيخ التهدئة التي جرى التوصل مع حركة حماس إليها في 31 أغسطس الماضي.
يذكر ان قطاع غزة يشهد حصاراً بريا وجويا وبحريا منذ سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007، الأمر الذي أثر على 2 مليون فلسطيني يقطنون في القطاع جميع مناحي الحياة.