نابلس - خاص - النجاح الإخباري - أكد رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، د. بلال شوبكي، على أن المجتمع الدولي قد يتوافق مع الاحتلال لإجراء الانتخابات الفلسطينية وفق شروط.
وأوضح خلال لقاء عبر "فضائية النجاح" أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس محمود عباس عن دعوته إلى انتخابات عامة، سواء كانت رئاسية أو تشريعية، مشيرا إلى أنها دعوة ذات دلالات سياسية أكثر من كونها دعوة ستفضي إلى اجراءات عملية على أرض الواقع، بحكم أن الانتخابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967هي مسألة مرتبطة بارادة الاحتلال الاسرائيلي.
كما أكد على أن الدعوة إلى انتخابات، هي اضاءة على الوفاق الفلسطيني أكثر من كونها اعلان للدعوة إلى الانتخابات، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني أراد أن يوصل رسالة إلى المجتمع الدولي والأطراف المعنية بملف الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، بأن ادارة الظهر لمنظمة التحرير الفلسطينية والتسوية السياسية وحل الدولتين، لا يعني أن الشعب الفلسطيني سيقف مكتوف اليدين، وإنما هناك توجه نحو توافق فلسطيني داخلي قد يفضي إلى خيارات أخرى لا يقبلها المجتمع الدولي.
وأضاف، "صحيح أن الرئيس الفلسطيني مازال مصرا حتى هذه اللحظة على التأكيد على التسوية السياسية وحل الدولتين، لكن ما يقرأ بين السطور هو أن الرئيس محمود عباس ليس ضامنا لاستمرارية القرار الفلسطيني بشأن حل الدولتين، وإنما هناك قرارات أخرى قد تطرح على الطاولة، وحين نقول أن هناك خيارات فلسطينية تشمل فتح وحماس والجهاد والجبهة الشعبية، وكل الفصائل الفلسطينية الأخرى يعني أن المرحلة اللاحقة هي مرحلة النقاش الفلسطيني الداخلي حول ما بعد حل الدولتين وإن لم يعلن ذلك صراحة، فإن المجتمع الدولي يقرأ الرسالة".
وتابع أن التوقيت في ظل الحديث الفلسطيني عن وفاق داخلي، لكن مسألة اجراء الانتخابات ليست سهلة.
ورأى أن المجتمع الدولي لن يضغط على الاحتلال من أجل اجراء الانتخابات الفلسطينية، موضحا أن المجتمع الدولي قد يتوافق مع الاحتلال الاسرائيلي على ترتيبات معينة من أجل اجراء الانتخابات ضمن شروط تقبل بها اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن اجراء الانتخابات دون القدس ليست معضلة، ويمكن حلها بالطرق الفنية، لكنه أشار إلى أن المعضلة الحقيقية تكمن في أن الاحتلال الاسرائيلي بإمكانه التحكم في المشهد السياسي الفلسطيني وتكثيف الاعتقالات لطرف سياسي ما، وأضاف، أنه كلما جرى الحديث عن توافق يتم الزج بقيادات حماس في سجون الاحتلال.
وقال: "المجتمع الدولي قد يتوافق مع الاحتلال على اجراء انتخابات وفق شروط معين تضمن خلق نخبة سياسية جديدة، وهذا الأمر لا يقبله الفلسطينيون.
وشدد على ان حركتي فتح وحماس لن يقبلوا بانتخابات وفق سيناريو أميركي اسرائيلي، موضحا أن الحديث عن الانتخابات من قبل الرئيس جاء للتأكيد على أننا شعب فلسطيني حر يريد الديمقراطية ويريد اقامة مؤسساته الوطنية بطريقة ديمقراطية دون أن يعني ذلك قدرتنا، وأضاف، بالتالي يجب أن نفرق ما بين الرغبة والاصرار على اقامة مؤسسات فلسطينية وما بين القدرة على ذلك، وتابع، أن الخطوة الأهم على المستوى الفلسطيني، هي تطوير الحوار الفلسطيني الداخلي باتجاه ادارة الشأن الفلسطيني على المستوى الوطني بدون ربطه باجراء الانتخابات، وأكمل، لا يمكننا أن نؤجل مسألة التوافق الفلسطيني حول رؤية سياسية جديدة تتجاوز حل الدولتين ان أصر الاحتلال الاسرائيلي على موقفه، وإن بقي المجتمع الدولي صامتا حيال سياسات الأمر الواقع التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي.