نابلس - النجاح الإخباري - رأى المحلل السياسي سامر عنبتاوي اليوم الأحد، على أنَّ فساد الحكومة اللبنانية وتراكماته أدت لشرارة أشعلت لهيب الشارع فثار دون برمجة أو قيادة بل جاء على شكل مظاهرات عفوية احتجاجية على الحكومات دون استثناء.
ووصف عنبتاوي المظاهرات اللبنانية بأنّها "طهر من التعددية الطائفية".
جاء ذلك خلال حديث له عبر إذاعة صوت النجاح حيث قال عنبتاوي: "الشعب اللبناني عاش الطائفية والتقاسمية الحزبية والاتجاهات الطائفية، في حين أخذت تشكيلات الحكومات المتعاقبة ارهاصات ومساومات أدت لوجود الوحدة الوطنية بالحكومة اللبنانية، والتي ارتبطت بالكثير من المصالح والتنازلات الحزبية، ما أدى لوجود حكومات مترهلة والكثير من الفساد في طريقة الحكم خلّفت إخفاقات اقتصادية".
ولفت عنبتاوي إلى أنَّ الجماهير العربية عافت الأحزاب السياسية؛ لأنَّها لم تحمل هموم المواطن ولم تعبر عنها ولم تعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وآثرت المكاسب الحزبية كما في حالة الشعب اللبناني فكانت ردة فعل منطقية من جيل الشباب الرافض لواقع البطالة والتردي الاقتصادي والضرائب المفروضة.
وأضاف عنبتاوي أنَّ أكثر من مليون متظاهر لبناني خرجوا ما أكسب مظاهرتهم سمات مميزة شملت جغرافيا لبنان دون وجود بؤرة محددة، مثّلت اعتراضًا على النظام السياسي ككل.
وأكّد على وجود بعض السلبيات لهذه المظاهرات تكمن في أنَّ مطالبها متفاوتة، واتسمت بالعفوية والعشوائية، بالإضافة لعدم وجود ممثلين للحراك بالشعب اللبناني.
وانتقد عنبتاوي وجهة نظر الشارع الفلسطيني الذي تفاعل مع المظاهرات اللبنانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقوله: "نظرتنا المجتمعية الداخلية يشوبها الكثير من القصور، والتناقض فما تغنى به الفلسطينيون بالبيئة اللبنانية يرفضونه في الواقع الفلسطيني".
ولفت إلى أنَّ ثقة الشعب الفلسطيني بالقوى والأحزاب باتت قليلة، كما أنَّ هناك فجوة كبيرة بين القيادة السياسية والشعب من جهة وبين الأحزاب والفصائل والقيادة من جانب آخر.
وختم بقوله: "القضايا الاجتماعية والاقتصادية بحاجة لنوع من الصراحة والوضوح بل الرجوع لمبادئ الحريات وآلية المطالبات".