غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - دعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، اليوم الإثنين، الشعب الفلسطيني بالخروج ضد الاحتلال الإسرائيلي، وضد جرائمه المتزايدة بحق الشعب الفلسطيني والمتمثلة في سياساته ضد المدينة المقدَّسة والمسجد الأقصى وسياسة الإعدامات المتكررة التي ينفذها بين الحين والآخر.
وقال زكي في تصريحات خاصة لـ"النجاح الإخباري": "بات لدى القيادة الفلسطينية قاعدة كبرى تتمثل في أنَّ الشعب الفلسطيني أكبر من القيادة، والآن ليس هناك قيادة وأجهزة تمنع شعبنا من نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي العنصري المتطرِّف".
وأضاف، أنَّه "لا أحد يرضى بالوضع الراهن وإعطاء إسرائيل أيَّة فرصة، لذلك يجب أن يخرج الكل في وجه هذا الاحتلال الغاشم"، مشدِّدًا على أنَّه لم يعد هناك وجاهة لأيّ تهدئة مع إسرائيل.
وأوضح زكي أنَّ قدر الشعب الفلسطيني الآن أن يتوحَّد تحت شعار "العدو الوحيد هو إسرائيل"، وأنَّ التناقضات الثانوية لا قيمة لها، مشيرًا إلى أنَّه إذا ما استمرت إسرائيل بهذه الفوضى من التطاول والإعدامات، فسيكون هناك رد فلسطيني يلقّنها الدرس جيداً.
وتابع: " من المعروف أنَّ الشعب الفلسطيني يمهل ولا يهمل، ويصبر ولا يتراجع، ويقف ويفكر ويقفز للأمام"، مؤكّداً على أنَّ إسرائيل الآن في ورطة داخليّة كبرى، وتحاول أن تجد معركة خارجية حتى يقفز نتنياهو عمّا لحق به من تقديم للقضاء بتهم فساد.
وأردف: " حتى الأحزاب المتطرّفة دينيًّا تجد أنَّ الجنرالات يهزمونها وبالتالي مقبلون على جرائم، هذه الجرائم نتوقعها من الجانب الإسرائيلي وهي مدعومة ومغطاة بشكل كامل من الإدارة الأمريكية".
اقرأ أيضا: استشهاد شابين واصابة ثالث برصاص الاحتلال قضاء رام الله
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعدمت شابين فلسطينيين بدم بارد فيما أصيب آخر، فجر اليوم الإثنين، بزعم تنفيذ عملية دهس، قرب قرية كفر نعمة في محافظة رام الله.
وادّعى موقع (0404) العبري أنَّ اثنين من قوات الاحتلال أُصيبوا بجراح وصفت إحداها بالحرجة.
وفي سياق آخر، عقّب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على قرار دمج الولايات المتحدة قنصليتها مع السفارة في القدس، قائلاً "إنَّ هذه الخطوة حلقة في مسلسل إجرامي لإرغامنا على التعاطي مع سفارة أمريكا التي وضعت رغم أنفنا بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل"، مشدّدًا على أنَّ أمريكا بهذه الخطوة قطعت كلَّ أشكال العلاقة مع الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "أمريكا تريد أن نتعامل لتثبيت مخطَّطها بصفقة القرن وأن نؤمن أنَّ إسرائيل هي قدر المنطقة ولا يمكن إلا أن نتعامل معها وفقًا لقراءات الإدارة الجديدة الأمريكية ومبعوثيها الذين هم في غاية التطرف اليهودي".
وبحسب زكي فإنَّ هذه الخطوة ستكون سابقة لخطوات عديدة، مشيرًا إلى أنَّ الإدارة الأمريكية هزمت في أفغانستان وسوريا وستهزم في العراق، ولديها مشاكل خارجية مع كثير من البلدان كالمكسيك وفنزويلا.
وتابع: "الولايات المتحدة رأس الأفعى وقاعدة إسرائيل في المنطقة، وهيمرجعيّتها التي تتقدم في المنطقة للتكامل بوضع استعماري وسيطرة مطلقة وهيمنة على ثروات ومقدرات المنطقة".
وبيّن زكي أنَّه في العهد السابق كانت الإدارة الامريكية تمارس العداء التاريخي لفلسطين من خلال اتّخاذ كلِّ المواقف سواء الفيتو في الأمم المتحدة والدعم اللامحدود لإسرائيل ولكن بصورة غير مكشوفة، منوّهًا إلى أنَّ إدارة ترامب تنظر لفلسطين على أنَّها الحلقة الأضعف، ظنًّا منها أنَّ العرب تخلَّوا عنها بسبب أوضاعهم الداخلية.
واستدرك، "لكن العرب يؤكِّدون الآن في كلّ البرلمانات والمؤتمرات على أنَّ القضية الفلسطينية هي الأولوية بالنسبة لهم"، مؤكِّدًا في الوقت ذاته أنَّه كلما تمادى ترامب وإدارته سيجد سدًا منيعًا في وجهه "وأنَّ العملاء الذين يراهن عليهم "حمولة ركب" لا قيمة لهم في المنطقة".
اقرأ أيضا: أمريكا تدمج قنصليتها مع سفارتها في القدس
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في بيان لها،" اليوم الإثنين، أنَّه سيتم دمج قنصلية الولايات المتحدة العامة في القدس بسفارتها في القدس لتشكلا بعثة دبلوماسية واحدة".
وأُعلن قرار إنشاء بعثة دبلوماسية واحدة في القدس، في تشرين الأول الماضي، من جانب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
الجدير بالذكر أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنَّ القدس عاصمة لإسرائيل في (كانون الأول/ 2017) ونقله السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في (أيار/مايو).
ودفعت هذه الخطوة السلطة الفلسطينية إلى تعليق الاتصالات الدبلوماسية مع الإدارة الأميركية، بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقاطعوا منذ ذلك الحين الخطوات الأميركية كافة، التي تدَّعي صياغة خطة سلام، المعروفة باسم "صفقة القرن".