غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أكد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، د. فايز أبو عيطة أن محاولة الولايات المتحدة الأمريكية الالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية قد باءت بالفشل، مشدداً على أن منظمة التحرير خط أحمر لا يمكن تجاوزه من أي جهة كانت.
وقال أبو عيطة في حوار خاص لـ "النجاح الاخباري": إن "القضية الأهم والمركزية في الشرق الأوسط هي القضية الفلسطينية وأي مؤتمر يبحث قضايا الشرق الأوسط دون أن تكون القضية الفلسطينية جوهر هذا المؤتمر أو هذا اللقاء فسيكون لقاءً فاشلاً".
وأضاف أن "القيادة الفلسطينية أول من دعت لمقاطعة مؤتمر وارسو الذي دعت له الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن المؤتمر فشل فشلاً ذريعاً في إيجاد بديل عن منظمة التحرير"، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من هذا المؤتمر تجاوز المبادرة العربية للسلام التي ترتكز على أساس مبدأ حل القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وينتهي بعملية التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.
واستدرك "لكن الإدارة الامريكية أرادت أن تقلب الهرم وأن تبدأ بعملية التطبيع دون إعطاء الأهمية لحل القضية الفلسطينية"، مستنكراً اتصال بعض الدول العربية وإقامة علاقات مسبقة مع إسرائيل.
خط أحمر
وبالرغم من تطبيع بعض العرب مع الاحتلال، إلا أن أبو عيطة أكد أن الدول الأساسية في المنطقة العربية لم ولن تذهب للتطبيع مع "إسرائيل" قبل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي القائم على حل الدولتين وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية خط أحمر لا يمكن تجاوزه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي أو حتى من أي طرف من الأطراف الذي تتجاوز المنظمة، وأن قضية فلسطين هي القضية المركزية للعرب التي لا يمكن تجاوزها أو القفز عنها.
وذكر أبو عيطة أن الإدارة الامريكية تدير الصراع في الشرق الأوسط على طريقتها متجاهلة الدول الأخرى والحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني، مستدركاً "أن المعطيات تؤكد أن هذه الإدارة تدير هذه القضية بطريقة فاشلة ولم تحقق أي نجاح يذكر وسينتهي ترامب من حيث بدأ وهو الفشل في إدارة هذه القضية أو التعامل معها".
وعن عدم اعتراف بعض الفصائل ومنها حركة الجهاد الإسلامي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، قال نائب أمين سر المجلس الثوري لفتح: إن منظمة التحرير تحظى باعتراف كل العالم وبالتالي على حركة الجهاد الإسلامي ان تعيد النظر في موقفها".
وتابع "من المعيب أن نتوقف عند قضية تمثيل منظمة التحرير هذا التمثيل الذي يحظى باحترام وموافقة كل العالم والذي جاء نتيجة تضحيات جسام كان قبل أن يكون هنالك حركة الجهاد الإسلامي".
حوارات موسكو
أما عن حوارات موسكو، فقد شدد أبو عيطة على أنها تكللت بفشل كبير ومن المخجل والمعيب أن تلتقي الفصائل في دولة مثل روسيا ولا تتفق، مبيّناً أنه لا داعي لهذا المؤتمر.
ولفت إلى أن كل الحوارات والجولات السابقة بين فتح وحماس بشكل خاص والفصائل بشكل عام وبرعاية مصرية قد وضعت النقاط على الخلاف ولم يبق منها إلا التطبيق والتنفيذ. وأضاف " نحن أرهقنا شعبنا في حوارات ولقاءات لا فائدة منها".
وبحسب القيادي الفتحاوي فإن المطلوب الآن أن تستجيب حركة حماس لمبادرة الرئيس محمود عباس وحركة فتح بتنفيذ اتفاق القاهرة 12 أكتوبر عام 2017، معتبراً أن هذا الاتفاق كفيلا للوصول لنتائج إيجابية ينتهي معها الانقسام وتتحقق معها المصالحة والوحدة الوطنية.
التوجه إلى انتخابات
وقال "اجتماعات موسكو لم تكن موفقة وناجحة ولم يكن ضرورة لها وفشلها واضح قبل الذهاب لروسيا لأن الظروف لم تهيأ لنتائج هذا الحوار"، منوهاً إلى أن الخلل يكمن في عدم موافقة حماس على تنفيذ اتفاق 2017 في القاهرة، الذي يقضي بتمكين حكومة الوفاق الوطني والعمل في قطاع غزة كما تعمل في الضفة الغربية وتمكينها إداريا ومالياً.
وأردف أبو عيطة "عدم موافقة حماس تنفيذ هذه الاتفاقية هي من عمق الأزمة.. أمامنا مخرج واحد نستطيع نقول أنه الحل الأمثل والعملي والطريق الأقصر لإنهاء الانقسام بعد فشل كل الحوارات السابقة وهي التوجه لصناديق الاقتراع وعملية الانتخاب هي الحل الأمثل والأقصر لإنهاء الانقسام".
وتابع " هذه دعوة لحركة حماس للاستجابة للانتخابات دون أي معيقات وأي شروط".
الحكومة الجديدة
وحول قرار تشكيل حكومة جديدة، أوضح أبو عيطة أن قرار تشكيل حكومة تم اتخاذه واستقالت الحكومة الحالية وتم إجراء المشاورات بين الفصائل وبناء على هذه المشاورات سيقوم الرئيس محمود عباس بتشكيل الحكومة الجديدة".
وأشار إلى أن مسألة تشكيل حكومة جديدة قيد الإجراءات لا أكثر ولا أقل، مبيّناً أن المشاورات أجريت وفي ضوء هذه المشاورات وفي ضوء توصيات اللجنة المركزية والمجلس الثوري سيقوم الرئيس بتشكيل الحكومة الجديدة.
أما عن جلسة المجلس الثوري الأخيرة، فأكد نائب أمين سر المجلس الثوري أنها كانت سياسية بامتياز عنوانها إفشال صفقة القرن وسبل مواجهتها وكانت من أهم الدورات التي عقدها المجلس الثوري لفتح.
وقال " هي دورة سياسية بامتياز بحثت بالدرجة الأساسية التصدي لصفقة القرن وسبل مواجهتها، والمجلس الثوري وضع النقاط على الحروف في آلية للتصدي لهذه الصفقة".