نابلس - النجاح الإخباري - قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. واصل أبو يوسف إن مؤتمر "وارسو" فشل فشلا ذريعا وعزز فرضية ضعف السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وقصر نظرها.
وأكد أبو يوسف في حديث لـ "النجاح الإخباري"، اليوم السبت (16/2)، أن المؤتمر الذي شهد حضورا دوليا متدنيا ساهم بصور أو بأخرى في عزل الإدارة الأمريكية من جديد وزاد من كشف عجزها في فرض أية حلول (أحادية) يرفضها الفلسطينيون بعد أن عزلت نفسها أصلا عن رعاية أية وساطة نزيهة مع الاحتلال "الإسرائيلي".
وردا على سؤال لـ "النجاح الاخباري" يتعلق بعدم كشف الإدارة الأمريكية عن ما يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن" رغم التأكيدات السابقة، لفت أبو يوسف إلى أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب أطلق الحديث عن الصفقة منذ فترة ليست بالقصيرة رغم وجود بعض المعطيات على أرض الواقع وتشير الى البدء بتنفيذ سيناريوهات "الصفقة" سيئة السمعة ومن بينها: قرار إعلان القدس "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة والقرارات ذات الصلة باللاجئين وذلك تمهيدا لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
اجتماعات موسكو
في موضوع ذي صلة شدد أبو يوسف على أن توقيت "حوارات الفصائل" في العاصمة الروسية موسكو عشية انعقاد مؤتمر "وارسو" شكل ضربة جديدة لجهود البيت الأبيض في الحشد عبر "مؤتمر وارسو" للإعلان عن "صفقة القرن" وكل ما يتعلق بأجندة المؤتمر.
ورأى أبو يوسف أن الجانب الأكثر إيجابية فيما يتعلق بمخرجات اجتماعات موسكو هو تأكيد الرفض الفلسطيني الرسمي والفصائلي على أن أي صفقة لا تكون منظمة التحرير مرجعيتها بما ينسجم مع المواقف الفلسطينية والحقوق المشروعة والتطلعات الوطنية سيكون مصيرها الفشل الكبير. مؤكدا أن سبعة فصائل وقعت على ما صدر عن اجتماعات موسكو لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
في هذا الصدد، استذكر ابو يوسف الضغوط التي مورست على الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات في (كامب ديفيد) للمساس بالقدس وحق العودة وكان مصيرها الفشل.
واعتبر أبو يوسف أن عنوان حل القضية هو "القرار الدولي" الذي يضمن حق شعبتا في تقرير مصيره وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم حسب قرار 194.
وجدد الدعوة الفلسطينية المستمرة لجهة تنظيم مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة وبحضور روسيا والصين لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وأهمية ذلك في ممارسة الضغط ومحاصرة الموقف الأمريكي. مشدداً على أهمية وحيوية اجتماعات موسكو الأخيرة رغم ما جرى.
في ذات السياق، عبر أبو يوسف عن أسفه لما آلت إليه حوارات موسكو لجهة "المصالحة الوطنية" وعدم التوافق على كلمة سواء.
وأكد أبو يوسف على رفض أية حوارات جديدة من شأنها القفز عن اتفاقات (القاهرة 2011 من جهة واتفاقية 2017 من جهة أخرى). مثمناً في الوقت ذاته الدور المصري الذي يواصل التحرك في قلب ملف المصالحة الوطنية رغم عدم المضي قدما في تحقيقها.
وبخصوص الصور التي نشرت عن "مؤتمر وارسو" تتعلق بمواقف عربية ضمن العلاقة مع "اسرائيل" دعا أبو يوسف إلى ضرورة فرض المقاطعة وليس الذهاب إلى "التطبيع" في ظل تعنت حكومة الاحتلال وممارساتها ضد الفلسطينيين. لافتا الى أن أي محاولة للتطبيع مع الاحتلال من شأنها أن تغرق مبادرة السلام العربية التي تبناها العرب في قمة بيروت عام 2002.
وتنص المبادرة على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين، وانسحاب إسرائيل من الجولان السورية وأراضٍ محتلة جنوبي لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بـ"إسرائيل" وتطبيع العلاقات معها.